* ”اتبع التوسط في الأمور. تناول غذاءك كل عشية، وإن دعت الضرورة لمرضٍ أو أي عارضٍ، فاسلك حينئذ كما يقتضي الحال. وإن لزم أن تتجاوز الوقت المحدد للأكل فلا تحزن، وإن لزم أن تأكل في يوم غير مسموح فيه لك بذلك فافعل لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة. وإذا أكلت فلا تملأ بطنك ولاسيما من الأطعمة الحنجرانية (أي اللذيذة)، وأحب دائمًا الأطعمة الأقل لذّةً. واحرس قلبك، لأن النبي يقول: "ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق لا يرذله الله" (مز 51: 17). وقال أيضًا: "تذللتُ فخلَّصني" (مز 116: 6). ويقول الله بلسان إشعياء النبي: "إلى هذا أنظر، إلى المسكين والمنسحق الروح، والمرتعد من كلامي" (إش 66: 2). فاجعل يا بنيَّ اتكالك كله على الرب: "سلِّم للرب طريقك، واتكل عليه، وهو يُجري، ويُخرج مثل النور برّك، وحقك مثل الظهيرة" (مز 37: 5-6)".
القديس أثناسيوس الرسولي