رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد عزَّ على الشيطان أن يرى الإنسان سعيدًا مُستريحًا، مُتسلِّطًا على كل الخليقة، وكل الخليقة تخضع له. وعزَّ عليه أن يراه مُستمتعًا بالعلاقة الحميمة مع الله؛ مصدر الحب والخير والصلاح. وعزَّ عليه أن يرى الله مسرورًا بالإنسان، واجدًا لذَّته فيه، في توافق وانسجام معه إذ كان على صورته كشبهه، ولم يكن هناك ما يُعكِّر صفو هذه العلاقة. فماذا فعل؟ * لقد أراد أن يُحطِّم مشروع الله ومقاصده من جهة الإنسان، ويُفسد العلاقة الحميمة معه، ويُدمِّر الإنسان ويُفقده السلطان ويقوده إلى العصيان، فيكسر الوصية ويفعل الخطية، والنتيجة أنه يُلحِق الإهانة بالله، ويجلب الموت واللعنة والدمار على نفسه وعلى كل الخليقة وكل الجنس البشري من بعده، فكيف وصل إلى غايته؟ * لقد أتى إلى الإنسان في الجنَّة، واستغل أجمل وأذكى الحيوانات التي عملها الرب الإله وهي الحيَّة، ودخل فيها. وكلمة “الحيَّة” تعني “اللامع أو البهي”، وكانت كذلك يوم خُلِقَتْ، ويوم دعاها آدم بهذا الاسم. وهكذا نرى أن الشيطان يتستَّر وراء كل ما هو جميل وجذاب ومُثير، وأحيانًا يُغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور لكي يخدع النفوس ويجعلها تُصغي إلى همساته دون أن تشعر بالانزعاج والقلق. فكيف دار الحوار بينه وبين المرأة في الجنة لأول مرة؟ ومنه نتعلَّم أسلوب الشيطان لكي نتحذَّر ولا نجهل أفكاره. هذا ما سنراه في المرة القادمة إذا شاء الرب. * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين * |
|