أن الموت قريب منك جدًّا وأن نهايتك قد اقتربت ثم فوجئت بأحداث تُغَيِّر كل توقعاتك؟ كثيرًا ما كنتَ على حافة الهاوية وأنقذك الرب، حتى إنك قررتَ أن تتغير، ثم مع الوقت نسيتَ الأمر ونسيتَ القرار وعُدتَ لِمَا كنتَ فيه وأكثر؟ إن الصور التي صاحبت هذا الخبر تُعتَبَر من أروع الصور التي تصف حياة الكثيرين من الشباب في هذه الأيام؛ حياتهم على حافة السقوط، يصفهم الكتاب المقدس بأنهم يركضون إلى فيض الخلاعة (1بطرس4: 4).
يركضون بكل قُوَّتهم نحو الجحيم الأبدي، ولا يُعطون لأنفسهم فرصة للتفكير في ذلك المصير المخيف وتلك الأبدية التي لا تنتهي. وربما لا يدركون خطورة الأمر ولا يعنيهم قول الرب: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُون» (لوقا13: 3).
لكن هذه هي الحقيقة التي يجب أن نلتفت إليها بكل ما أوتينا من قوة، فالله قد أعطانا حياة حتى هذه اللحظة لا لنأكل ونشرب ونلبس (متى6: 31)، بل لنعطيها له؛ فليس أروع من الحياة معه، ولا لذة أجمل من لذة الاقتراب إليه، ولا متعة أعظم من متعة الحديث معه، ولا رفقة أحلى من رفقته؛ فهو بحق «حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» (نشيد5: 16).