لا يُعرف إلا القليل عن حياته. وُلد في أورشليم، في النصف الأخير من القرن الرابع. وتتلمذ علي يدي القديس غريغوريوس النزينزي. كان راهبًا، وربما كان كاهنًا في كنيسة أورشليم. تطلع إليه معاصروه كلاهوتي عظيم. أحب حياة الوحدة فترهب في البرية، جمع الفضائل من قديسي البرية كما تجمع النحلة العسل من رحيق الزهور. سامه بطريرك أورشليم قسًا رغمًا عنه. في عام 412 م.، نال شهرة فائقة ككاهن وكارز كنيسة أورشليم كما يقول ثيوفان المعترف. امتدحه كيرلس كمعلم الكنيسة ولاهوتي وصاحب شهرة فائقة، وقال أنه رافق جوفنال بطريرك أورشليم في تكريس كنيسة دير اوثايموس عام 428 أو 429 م.، وتتيّح في منتصف القرن الخامس الميلادي. كتاباته:
كان مولعًا بالتأمل في الكتاب المقدس، فنال معرفة واسعة في الإلهيات. اشتهر بتفسيره للكتاب المقدس، قيل أنه كتب تفاسير على كل الكتاب المقدس، أسفار العهدين القديم والجديد. أعماله الموجودة حاليًا عبارة عن تفاسير لأسفار اللاويين وأيوب والمزامير ودراسات على إشعياء والأنبياء الصغار. اتبع منهج العلامة أوريجينوس في استخدام التفسير الرمزي لكل عبارة في الكتاب المقدس ورفض التفسير الحرفي. كان يعادي الفلسفة لأن الهراطقة استخدموها لإفساد تعاليم الكنيسة. وضع عظات كثيرة، وسجل التاريخ الكنسي (حوالي عام 428 م.)، وقد فُقدت هذه كلها، فيها هاجم نسطور.ووضع مجموعة من الأسئلة العويصة وحلولها. دافع حزقيوس عن الإيمان ضد الآريوسيين والأبولوناريين وتعليم الإنطاكيين الخاصة بانفصال الطبيعيتين. في حواراته الخاصة بطبيعة السيد المسيح (خريستولوجي) اعتمد على القديس كيرلس السكندري، فتبني الفكر اللاهوتي السكندري خاصة في طبيعة المسيح لكنه لم يستخدم التعبيرات اللاهوتية الخاصة بالإسكندرية. مثله مثل الإسكندرية لم يقبل الطبيعة الواحدة بالفكر الأوطاخي، لكنه تحدث عنها كاتحاد بين الطبيعيتين. في مجمع القسطنطينية الثاني عام 553 م. قُرأ فصل من كتابه "تاريخ الكنيسة" الخاص بثيئودور المبسويستي. وهو يكشف عن عداوته الشديدة للنسطورية ومقاومته لثيؤدور. من كلماته:
كما يستحيل علي الإنسان أن يطارد عصفورًا طليقًا في الهواء لأن ذلك ليس في طبيعة الإنسان، هكذا لا يمكننا بمجهودنا البشري أن نهزم أفكارنا الجسدية وطياشتها في الشر، أو نلزم عين العقل علي الثبوت في اللَّه...
يلزمنا أن نستخدم الصلاة ونطلب العون بلا انقطاع.
فإذا حاولت بمجهودك وحدك أن تهزم أفكارك فأنت لا تزال تجري وراء عصفورٍ عبثًا! الرب قادم علي سحابة سريعة يدخل مصر... إنه المسيح في ذراعي العذراء.