لقد احتار مرنم مزمور116 نفس حيرتنا يومًا، فقال في مزموره الشهير: «مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو» (مزمور116: 12، 13). سأل نفسه وهو في حيرة ما بين عمق محبة الرب وإحساناته، وبين قِلّة حيلته وضعف إمكانياته: ماذا أَرُد للرب؟ ثم بعد بحث وتفكير اكتشف أن أعظم وأروع ما يمكن أن يقدمه للرب، رَدًّا على إحسانات الرب معه، هو أن يتناول كأس الخلاص، ويتمتع بذلك الخلاص. ففرحة المُعطي تكتمل حينما يرى المُعطَى له متمتِعًا بالعطية. فالأب يستمتع حينما يشاهد ابنه متشبثًا باللعبة التي أحضرها له ومستمتعًا بها، وقمة سعادته حينما يدخل غرفة الطفل فيجده نائمًا وهو ممسكٌ باللعبة بكلتا يديه. هكذا هو الحال معنا فأروع رد وأجمل إعلان يمكنك أن تعلن به مدى شكرك لله ومدى شعورك بإحساناته، أن تقبل خلاصه الذي أعدَّه لك وأكمله تمامًا بموت المسيح على الصليب وقيامته.