رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العلاج الثاني الذي يُقدِّمه العالم لمشكلة الشعور بالذنب فهو الفلسفة البشرية. وهي إعمال العقل البشري في محاولة فهم الله وأموره بدون الإعلان المُقدَّم في المكتوب. وهذا ينشئ صورة مشوَّهة عن الله. وبدون الإيمان بما أعلنه الله في كلمته لا يمكن أن نعرف صفاته وطبيعته ومطالبه. والناس لما عرفوا الله، بالعقل فقط، لم يمجِّدوه أو يشكروه كإله، بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي (رومية1: 21). لقد صوَّرت الفلسفة للإنسان أن كل ما يفعله ليس خطية ولا يغضب الله، وأن هذه احتياجات ورغبات طبيعية لا بد من إشباعها، والله هو الذي خلقها فكيف يدينها؟ وما الذي يضير الله إن كان الإنسان يفعل شيئًا يحبه ويسعد به، طالما لا يؤذي أحدًا ولا يظلم أحدًا؟ وقد وصلوا في تطرفهم إلى إباحة النجاسة والشذوذ، ولا تُعتبر هذه الأمور في نظرهم خطايا تستوجب الدينونة، وإنما اختلاف في التكوين، والله هو المسؤول عن ذلك، فكيف يدين الله ذلك؟ وهذه الفكرة مقبولة من قطاع كبير من الشباب المتحرر الذين لا يميلون إلى الدين والتدين، ويعتبرون أن المسألة نسبية، وأنها أفكار وآراء، وأن رجال الدين والخدام هم السبب في إشعار الآخرين بالذنب دون مُبرر، وأنهم مُعقَّدون ومُتزمِّتون، ولا احتياج أساسًا للغفران حيث أن الله بعيد في سماه ولا يفرق معه ما يفعله الإنسان. هذا الفكر هو ما تُقدمه مدرسة العالم للشباب اليوم لإسكات الضمير إذا احتج، وهو نتيجة رفض الإعلان المُقدَّم في كلمة الله والسير بآراء الناس أصحاب النظريات الفلسفية التحررية. |
|