رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثال فردي ومثال جماعي. وأبدأ بالفردي الذي يخصّ دانيآل الذي «جَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ». فهنا دانيآل عمل “ما عليه”، وقرَّر قلبيًا وإراديًا أن لا يتنجس، وعبَّر عن هذه الرغبة في الطلب من رئيس الخصيان، وكان على استعداد لتحمّل تبعات هذا الطلب الخطير. ولأنه في علاقة شراكة مع الله، فالله أيضًا عمل “ما عليه” «وَأَعْطَى اللهُ دَانِيآلَ نِعْمَةً وَرَحْمَةً عِنْدَ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ» (دانيال1: 8، 9). وهنا أثمرت الشراكة بين نعمة الله ومسؤولية دانيآل، وكانت النتيجة قداسة نادرة، وشجاعة بقيت مثالاً للأجيال!! أما المثال الجماعي فعاشته الكنيسة الأولى فنقرأ «وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. وَالأَمْلاَكُ وَالْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ الْجَمِيعِ كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ. وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ»، فهم هنا عملوا “ما عليهم” من نحو مشاركتهم لاحتياجات بعضهم، بكل بساطة ومحبة، وتكوين المجتمع اللازم لأي مؤمن، فكان من الطبيعي أن يعمل الله “ما عليه” أيضًا، وينمّي كنيسته ويضّمها لهذا المجتمع الصحي «وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ» (أعمال2: 44‑47). وكانت النتيجة كنيسة شاهدة، بقيت مثالاً تتمنى تكراره الأجيال!! |
|