رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القبض على إرميا ومحاكمته: "8 وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ إِرْمِيَا مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ مَا أَوْصَاهُ الرَّبُّ أَنْ يُكَلِّمَ كُلَّ الشَّعْبِ بِهِ، أَنَّ الْكَهَنَةَ وَالأَنْبِيَاءَ وَكُلَّ الشَّعْبِ أَمْسَكُوهُ قَائِلِينَ: «تَمُوتُ مَوْتًا! 9 لِمَاذَا تَنَبَّأْتَ بِاسْمِ الرَّبِّ قَائِلًا: مِثْلَ شِيلُوهَ يَكُونُ هذَا الْبَيْتُ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ تَكُونُ خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ؟!» وَاجْتَمَعَ كُلُّ الشَّعْبِ عَلَى إِرْمِيَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ." [8-9]. لم يقف الأمر عند غضب الملك، وإنما رأى الشعب في مجاهرة إرميا بأن الله سيجعل مقدسه - الهيكل الذي يفتخرون به - خرابًا، كما فعل لشيلوه منذ حوالي 500 سنة إهانة لله كأنه عاجز عن حمايتهم والدفاع عن بيته المقدس، واحتقارًا لديانتهم، ومقاومة لما أكده لهم الأنبياء (الكذبة) والكهنة بأن وجود الهيكل بينهم هو ضمان كافٍ لنجاتهم. لقد وجد إرميا نفسه فجأة أمام فوهة بركان غضب كل الشعب. هذا ما حدث مع معلمنا بولس الرسول حيث أُتهم أنه دنّس الموضع المقدس، فهاجت المدينة كلها عليه، وجره الشعب خارج الهيكل وكاد أن يُقتل لولا تدخل الجنود الرومانيون (أع 21: 27-36). ألقىالقبض على إرميا بالتهم التالية، وهي ذات الاتهامات التي وجهت إلى السيد المسيح نفسه (مت 26: 60)؛ فكان إرميا رمزًا وظلًا لمخلصه: أ. النطق بكلماتضد الهيكل والمدينة المقدسة في داخل الهيكل. ب. النطق باسم يهوه باطلًا، معلنًا أن الهيكل يصير كشيلوه، وأورشليم تصير خرابًا بلا ساكن. ج. كان إرميا في نظر متهميه نبيًا كاذبًا، إذ كانوا يظنون أن ما نطق به أمر مستحيل، لن يصدر عن رجل الله! د. أنه مجدف، ينطق باسم الله بما لا يليق بالله! لا تزال الاتهامات موجهة ضد المسيح في تلاميذه ومؤمنيه؛ الذين يُحسبون إلى اليوم مجدفين وكما يقول العلامة أوريجينوس: [على أي الأحوال؛ فإن يسوع يهاجمه شهود زور في كل وقت. طالما وُجد الشر في العالم فهو معرض للاتهامات بصفةٍ دائمةٍ. ومع ذلك لا يزال صامتًا أمام هذه دون أن يقدم إجابة مسموعة؛ بل يقدم دفاعه في حياة تلاميذه الحقيقيين؛ وتعتبر هذه شهادة سامية جدًا تسمو فوق كل شهادة زورٍ؛ تفند كل الهجمات والتهم التي بلا أساس وتهدمها]. جاءت كلمة "اجتمع" [9] في العبرية qahal تشير عادة إلى تجمع ديني كما إلى تجمع للحرب (2 صم 20: 14) أو اجتماع بنيةٍ معاديةٍ (عد 16: 3)، وكأن الهيكل قد تحول من اجتماع ديني إلى معركة أو ثورة غضب شعبية ضد إرميا. احتمل إرميا الاتهامات والآلام رمزًا للسيد المسيح الذي قبل آلامنا فيه لكي نقبل فرحه فينا. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [لقد حمل في نفسه آلامي؛ لكي يمنحني فرحه! بثقة أذكر حزنه؛ إذ أكرز بصليبه ! كان يلزم أن يحمل الأحزان لكي يغلب... أراد لنا أن نتعلم كيف نغلب الموت؛ بالأكثر نحطم الموت القادم (الأبدي)! لقد تألمت أيها الرب لا بآلامك وإنما بآلامي؛ إذ جُرحت لأجل معاصينا... تألم من أجل مضطهديه ليس بعيدًا عن الحق ؛ إذ يعرف أنهم يعانون العقوبة من أجل تدنيسهم للمقدسات]. |
|