“يا رب!”
إن الله «لا يُشمَخ عليه» (غلاطية6: 7)؛ أي لا يمكن أبدًا أن نسخر منه بأن نقول له شيئًا بينما نفعل غيره، فهو يرى ليس فقط أفعالنا بل أيضًا دوافعنا. لذلك، فعندما يتعلَّق الأمر بمصيرنا الأبدي، لا يمكن أن يكفي دعاء: “يا رب!” بل - كما قال الرب - «الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات». وكيف يفعل المرء إرادة الآب الذي في السماء؟ إننا جميعًا خطاة أشرار، وليس فينا على الإطلاق ما يُرضي الله! فكيف إذًا يمكننا أن نفعل إرادته؟!
الحق أنك لن تستطيع، يا صديقي القارئ، أن تبدأ حتى في معرفة إرادة الله الصالحة من نحوك ما لم تحصل أولاً على طبيعة جديدة تتوافق أدبيًّا مع طبيعة الله الروحية السامية أدبيًّا! لقد قال الرب يسوع لرجل دين يهودي: «الحقَّ الحقَّ أقول لك: إن كان أحد لا يولد مِن فوق (أي من السماء، من الله) لا يقدر أن يرى مَلَكوت الله... الحقَّ الحقَّ أقول لك: إن كان أحد لا يولد مِن الماء (أي كلمة الله) والروح (أي الروح القُدُس، روح الله) لا يقدر أن يدخل مَلَكوت الله... ينبغي أن تولدوا من فوق!» (يوحنا3: 3، 5، 7).