* عندما نُقَدِّم الضروريات للذين في حاجة نعطيهم في الحقيقة ما هو لهم وليس لنا. إننا بالحري ندفع دين العدالة، ولا نقوم بأعمال الرحمة. لذلك عندما يتكلم الحق الإلهي ذاته عن الاحتراز والحيطة التي نحتاج إليهما في أعمال الرحمة يقول: "احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس" (مت 6: 1) . يتفق هذا مع ما كتبه صاحب المزامير: "فرَّقَ، أعْطَى المساكين، بِرُّهُ (عدله) قائمٌ إلى الأبد" (مز 112: 9). وهنا عندما يذكر العطية المُقدَّمة للفقراء، يذكر كلمة "عدل"، وليس كلمة "رحمة". لأن العطية التي وهبنا الله إياها هي بالتأكيد شأن من شئون العدالة، وهي أننا نُقَدِّم العطية للصالح العام. لذلك يقول سليمان النبي: "أما الصديق فيعطي ولا يمسك " (أم 21:26) .
الأب غريغوريوس (الكبير)