رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“حاجة لله” والوديعة! إذا اقتنعت – عزيزي القارئ - إن الله يريد أن يعطي الإنسان كل “حاجة”، ولا يريد منه “حاجة”، فلا بد أن تتوقف حين تقرأ هذه الكلمات «يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي لأَنَّ الزَّانِيَةَ هُوَّةٌ عَمِيقَةٌ وَالأَجْنَبِيَّةَ حُفْرَةٌ ضَيِّقَةٌ هِيَ أَيْضًا كَلِصٍّ تَكْمُنُ وَتَزِيدُ الْغَادِرِينَ بَيْنَ النَّاس» (أمثال23: 26-28)، وهنا ربما تتساءل معي: يا رب لماذا تريد قلب الإنسان؟! ألم تقنعني أنك تريد أن تعطيني ولا تأخذ شيئًا مني؟ أم أنك تريد ضمان ولائي لك، وتحجر على إرادتي وقراراتي؟ ولماذا يكون القلب هو “الحاجة” التي تريدها منه؟!! والحقيقة أنني اكتشفت اكتشافًا مزدوجًا، في وجهه الأول، أن هذه هي المرة الوحيدة في التي يقول فيها الله للإنسان “أعطني”. وفي وجهه الثاني أن طلب الله لقلب الإنسان، ليس تسلطًا منه، ولا جبرًا على تسليم إرادته ومشاعره له، ولكن لأن الله – العاطي الأعظم – يريد كل البركة والخير للإنسان، فهو يدرك جيدًا أن القلب «منه مخارج الحياة» (أمثال4: 22)، وأنه مصدر كل فكر وكل فعل وكل قول (متى15: 18)، ويعلم أيضًا أن كثيرين يطمعون في هذا القلب (ذكر الرب واحدة من هؤلاء الطامعين «الزانية... والأجنبية كلص تكمن»). |
|