* يشهد الرسول أن أعمال الرحمة هي بذور المحصول المُقْبِل، إذ يقول: "لا نفشل في عمل الخير، لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل" (غل 6: 9). وأيضًا: "هذا وأن من يزرع بالشُح، فبالشُح أيضًا يحصد" (2 كو 9: 6).
ولكن أيها الإخوة أي شيء أقدر من أنه ليس فقط اشترى زكا ملكوت السماوات بنصف أمواله (لو 19: 8)، وإنما حتى الأرملة اشترته بفلسيْن (مر 12: 42)، وكل منهما سينال نصيبًا مساويًا للآخر هناك؟
وماذا أكثر قدرة من أن نفس الملكوت الذي يستحقه الغني بتقديم كنوزه، يناله الفقير بكأس ماء بارد...؟ "مجدًا وغنى يكون في بيته" [3]. لأن بيته هو قلبه، ففيه بالتسبيح لله يعيش في غنى أعظم، مع رجاء في الحياة الأبدية عن الناس المتملقين الذين يعيشون في قصور من الرخام، مُزيَّنة بأسقف فخمة مع الخوف من الموت الأبدي.
"برُّه قائم إلى الأبد". هذا هو مجده، هناك يوجد غناه.
القديس أغسطينوس