أيها الماضي العزيز.. يا مستودع ذكرياتي التي طواها الزمن وأرسلها لمخازنك الكبيرة. فرِّغ من أدراجك المخبوءة ورفوفك المكشوفة كل ما أضحى، في ضوء اليوم، رخيصًا ودنيئًا. وليُلقى في بحر النسيان كل ما انتهت صلاحيته، فصار ضارًا أو مسيئًا. فقد قررت أن أنسى كل ما هو وراء، ولن يشغل بالي نجاحي أو فشلي بعواقبهما، سواء كانت مدعاة للفخر أو الخجل. اعلم أيها الماضي أن الكثير مما تحتويه قد غدا زهيدًا في ضوء المستقبل المجيد، سواء كان نجاحًا أم جراحًا، لأن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا، وكل ربح وقتي يخبو بريقه، بل سيفنى ولا يُذكر في ضياء غنى المجد.