أيها الماضي.. كُفَّ عن زيارتي حاملاً باقة ذكريات الصبا بأزهارها الذابلة الشاحبة وأوراقها الجافة الواهنة، التي تذكرني بأفكار خائبة تبنيتها في أيام صباي ومواقف مخزية ماردة صَنَعتها ذاتي المعاندة. كم من قرارات باطلة اتخذّتها ومبادئ صبيانية غير صحيحة تمسّكت بها. لا أريد أن أرى تلك اللوحة الشنعاء التي تذكّرني بقرارات حمقاء حصدت من ورائها مُرَّ الشقاء. أرجوك لا تذكِّرني بتهوري وطيش الصبا، بعد أن نضجت وندمت على فعلها، وإن كنت لا أنكرها، لكني أخجل من ذكرها. قد أبطلت ما لها، فلم تعُد تسود عليَّ، بعد أن بلغت ونضج تفكيري واستقام سلوكي، وبنعمة الله لن أعود إليها ثانية؛ لأني في المسيح خليقة جديدة، فالأشياء العتيقة قد مضت ولن تعود ثانية، وبمعونة الرب لن تسود عليَّ.