رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“يا رزَّاق” والأبوة والكثير من البشر يتعاملون مع الله باعتبار أنه مصدر جامد، بدون مشاعر، للأموال والملابس والطعام، وكل علاقتهم به لا تتعدى علاقتهم مع ماكينات صرف الأموال الصماء. فيقدِّمون في صلواتهم وأدعيتهم قائمة بالأشياء التي يحتاجونها، ولا ينتظرون أي رد فعل إلهي سوى استجابة هذه الطلبات. غاب عنهم أنه لا يرزق البشر، فقط لأنه “الرزَّاق” المنَّان، ولكن لأنه أيضًا “أبٌ” حنَّان، الأمر الذي يجهله الكثيرون. وهذا ما تكلم عنه المسيح أيضًا في ذات الموعظة الشهيرة، حين تكلم عن “الرزق” الإلهي «اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ... أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟»، ثم تبعه بمثال أخر عن الكساء «تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا ... أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟»، وفي النهاية يلخِّص نصيحته «فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ ... لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (مت 6: 26-33). ومن يراجع الكلمات البديعة السابقة، يدرك أن المسيح لم يتكلم عن الله باعتباره فقط “الرزَّاق” الأفضل، بل أيضًا باعتباره الأب الأفضل!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحكيم والأبوة |
إرزقني يا “رزَّاق” |
“يا رزَّاق” والنعمة |
“يا رزَّاق” والقناعة |
الوصية والأبوة |