منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 09 - 2023, 01:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

الإرْشَاد مع الكنيسة




الإرْشَاد مع الكنيسة (متى 18: 17)



"فإن لم يسمع لهما، فأخبر الكنيسة بأمره. وإِن لم يسمع للكنيسة أيضاً، فليكن عندك كالوثنيّ والجابي" (متى 18: 17). الخطوة الثالثة هي لفت نظر الكنيسة في حالة رفض الخاطئ الإرْشَاد مع الشهود وترك الأمر لحكم الجَّماعَة، أي الكنيسة لكي تَصفَح عنه وتُشَجِّعه" مَخافَةَ أَن يَغرَقَ في بَحْرٍ مِنَ الغَمّ" (2 قورنتس 2: 7). وتقوم الكنيسة بالإصْلاح بناءً على السلطة المفوَّضة لها من قبل سيدنا يسوع المسيح "الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما رَبطتُم في الأَرضِ رُبِطَ في السَّماء، وما حَلَلتُم في الأَرضِ حُلَّ في السَّماء)). (متى 18: 18). ليس للكنيسة هدفٌ إلا إحقاقِ الحق وإنصاف المَظلوم ومُصالحةِ النَّاس. في هذه الحالة، من المفروض أن يقبل الطرف المُخطئ بالحَل ويتمَّ الصلح.



وإذا رفض المخطئ إرشاد الكنيسة، عندئذٍ يتحملُ مسؤولية قراره، إذ يضع نفسه خارج الجَّماعَة برفضه المُتصلب. عندئذٍ تعتبره الكنيسة كالوثني والعشَّار، وهذا موقف قوي وقاسٍ جداً، إذ أن اليهود في عقلية ذلك الزمان كانوا يحتقرون الوثنيِّين، لأنَّهم "يقتفون الباطل"(ارميا 2: 2-5) ولا يتفقون مع الإيمان الذي ينتظره الله من ذويه (2 مكابين 6: 18)، كما أنَّهم كانوا يحتقرون العشَّارين، يصفونهم بالقسوة والظلم، فمنعهم الشَّعب من دخول هيكله أو مجامعه ومن الاشتراك في الصَّلاة والحفلات (لوقا 3: 12). وهكذا كانت الكنيسة تمنع الخاطئ العنيد من شركتها والاشتراك في الأسرار. وخير مثال على ذلك في تعليم بولس الرسول "كَتَبتُ إِلَيكُم أَلاَّ تُخالِطوا مَن يُدْعى أَخًا وهو زانٍ أَو جَشِعٌ أَو عابِدُ أَوثان أَو شَتَّامٌ أَو سِكِّيرٌ أَو سَرَّاق. بل لا تُؤاكِلوا مِثْلَ هذا الرَّجُل " (1 قورنتس 5: 11). ولا يُمكن اعتباره "كالوثني والجابي" إلاّ بعد تجربة كل الطُّرق لإرجاع الخاطئ. عندئذٍ يصبح خارج الكنيسة فلا يعود للكنيسة من سلطة عليه. هذا هو أساس الحرم التي تضرب بها الكنيسة خاصة الخيانة تجاه الله (تثنية الاشتراع 13: 13-18). إن الخاطئ العنيد يُفصل من الشركة المسيحية.



إن سلطان المفاتيح الذي منحه يسوع إلى بطرس سلّمه أيضاً إلى هيئة الرسل والكنيسة. "الحقّ أقول لكم: ما ربطتم في الأرض رُبط في السماء، وما حللتم في الأرض حُلّ في السماء" (متى 18: 18) ؛ هذا الرَّبط والحلِّ يشيران إلى قرارات الكنيسة فيما يتعلق بالنِّزاع، فلا يوجد بعد الكنيسة، محكمة استئناف بين المؤمنين. ويجب أن تكون قراراتها بإرشاد الله ومبنية على التمييز حسب كلمته. ولذلك فهنالك مسؤولة كبيرة على المؤمنين أن يأتوا بمشاكلهم للكنيسة، وعلى الكنيسة أن تلجأ إلى إرشاد الله في حل المُنازعات، ومعالجة المشاكل بحسب طريق الله، لها أثرها في الأرض وفي الأبدية. الكنيسة هي مكان الرحمة المُميّز. والمسيحيُّون يلزمون الله بالرَّحمة، لأنَّه التزم بها وربط عفوه بعفو الكنيسة.



لكنّنا نرى اليوم أناسًا لا يأخذون بعين الاعتبار سوى المبادئ القاسية، ويأمرون بقمع المُشاغبين، "وبالتعامل مثل العشّار" مع ذاك الّذي يحتقر الكنيسة، وببتر العضو الذي يشكّل حجر عثرة من الجسد (18: 17). حماستهم المفرطة تربك الكنيسة، وعماهم يجعلهم أعداء وحدة الرّب يسوع المسيح. ويذكرنا القدّيس أوغسطينوس: "لنحذر من السماح لهذه الأفكار إلى الدخول إلى قلبنا، ومن محاولة تشكيل قطيع من التلاميذ الأنقياء والقدّيسين. هذا سيؤدّي إلى وضع حدّ للوحدة بحجّة عدم معاشرة الأشرار. على العكس، فلنتذكّر أمثلة الكتاب المقدّس، وكلامه المُوحى، وأمثاله الواضحة، حيث يظهر لنا أنّ الأشرار سيبقون دائمًا مختلطين مع الأخيار في الكنيسة، حتّى نهاية العالم ويوم الدينونة، على شرط ألاَّ تكون مشاركتهم بالأسرار مسيئة للأخيار، طالما لم يشارك هؤلاء بخطاياهم" (الإيمان والأعمال، 3-5).



المعلوم أنَّ رسالة الكنيسة هي عمل كل شيء لكي تُعيد الخاطئ إلى الله. الكل يتذكر مَثَل الخروف الضال. يقول لنا الإنجيل بأن الرَّاعي الصَّالح يعمل كل شيء للعثور عليه. إن رسالة الكنيسة هي الاشتراك بشكل فعَّال في عمل الله هذا. ولذلك عندما تفشل كل وسائل الكنيسة الإنسانية في تغيير تصرفات أخينا المُسيء، تكِلُه إلى نعمة الله إلهنا الذي هو كله محبة ورحمة لهذا الأخ. " فالمَحبَّةُ لا تُنزِلُ بِالقَريبِ شرًّا، فالمَحبَّةُ إِذًا كَمالُ الشَّريعة" (رومة 13: 10). وفي هذا الصَّدد كتب اللاهوتي الكبير كارل راهنر " ألا نستطيع مرّة أن نقول لله: أنظر ذاك القريب، الذي لا أقدر أن أتفاهم معه، فهو منك ولك، أنت خلقته، وإن لم يكن كما تريد، تركته على حاله، فإن كنت تحتمله أنت يا إلهي، فأنا أيضا أريد أن أحمله وأحتمله، كما أنك تحملني وتحتملني".




رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أهمية الإرْشَاد في صلاة الجَّماعَة (متى 18: 19)
لفت نظر الكنيسة في حالة رفض الخاطئ الإرْشَاد
الإرْشَاد مع شهود
أراد السيِّد أن يدخل بتلاميذه إلى حياة الإرْشَاد
الإرْشَاد الأخوي (متى 18: 15-20)


الساعة الآن 04:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024