أراد السيِّد أن يدخل بتلاميذه إلى حياة الإرْشَاد، بعيدًا عن روح الانتقام، لانَّ الانتقام ينزع عنا عطيّة الله العُظمى، والكراهيّة وتحجبنا عن ملكوت السَّماوات. وفي الوقت نفسه يتوجب علينا ألاَّ نتهرب من مسؤوليتنا مُجيبين الله بنفس جواب قايِن عندما سأله أين أخوك فأجاب "أَحارِسٌ لأَخي أَنا؟" (التكوين 4: 9). وكأنّ قايِن يقول: لم أختر لي أخًا بل أنت يأرب اخترته، فلمَ يُطلب إليّ أن أعتني به؟ ومن هنا جاء قول الفيلسوف الجاحد جان بول سارتر "الآخر هو الجحيم". أمّا في الكتاب القدس يّقدِّم الأخ كطريق إلى الذات، ورجاء السَّماء. جعلني الله رقيبًا لأخي، لكي أحبّه وأصلحه، وحين أجتمع بأخي يكون الله معنا فتصير الأرض سماءً.