إن متى الإنجيلي يربط سلطان الحلِّ والرَّبط بحضور المسيح بين خاصته؛ إن الوعد قد أُعطي بنوع خاص لجماعة المؤمنين والمسيح بينهم، وذلك لتأديب أخٍ مخطئ "فإِن لم يَسمَعْ لَهما، فأَخبِرِ الكَنيسةَ بِأَمرِه. وإِن لم يَسمَعْ لِلكَنيسةِ أَيضاً، فَلْيَكُنْ عندَكَ كالوثَنِيِّ والجابي" (متى 18: 17)، وان سلطتهم لعمل ذلك تكرَّرت "ما رَبطتُم في الأَرضِ رُبِطَ في السَّماء، وما حَلَلتُم في الأَرضِ حُلَّ في السَّماء "(متى 18: 18). وتستند هذه الجَّماعَة في آخر الأمر إلى حضور المسيح في وسطهم. من المرجح أن المراد بكلمة يسوع هذه لا يقتصر على الوعد بحضوره لكل صلاة تُقام باسمه وهذا أمر بديهي، بل هو تشجيع جميع محاولات النصح والمصالحة بين الأخوة في حضن الكنيسة وهما لا يتحقّقان إلا باسمه. فوضع يسوع قوانين وأولى سلطات لتقى هذه الجَّماعَة المتماسكة إن عرّضتها الخطيئة للانقسامات أو للدمار.