رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"هكذا قال رب الجنود: لا تسمعوا لكلام الأنبياء الذين يتنبأون لكم. فإنهم يجعلونكم باطلاَ. يتكلمون برؤيا قلبهم، لا عن فم الرب. قائلين قولًا لمحتقريّ: قال الرب: يكون لكم سلام. ويقولون لكل من يسير في عناد قلبه لا يأتي عليكم شر. لأنه من وقف في مجلس الرب ورأي وسمع كلمته؟! من أصغى لكلمته وسمع؟!" [16-18]. يميز إرميا النبي بين الأنبياء الكذبة والنبي الحقيقي، موضحًا علامات النبي الحقيقي، وهي: أ. يحمل النبي الحقيقي سلام الله الداخلي بينما يُحرم الأنبياء الكذبة منه، وإن كانوا يدعون أنهم يهبونه للآخرين. يقول القديس كبريانوس: [يقدمون سلامًا الآن الذين ليس لهم سلام لأنفسهم. يعدون أنهم يردون المخطئين إلى الكنيسة، وهم أنفسهم رحلوا عنها. يوجد الله الواحد، والمسيح الواحد والكنيسة الواحدة]. ب. بينما ينطق الأنبياء الكذبة برؤى قلوبهم يصير النبي الحقيقي فم الرب. رأينا ان كلمة "قلب" في سفر إرميا تعني "العقل" أو "الإرادة"، فهم ينطقون بما تراه أفكارهم أو ما يريدونه، أما النبي الحقيقي فينطبق عليه القول: "مثل فمي تكون" (إر 15: 19). ج. يقدم الأنبياء الكذبة رجاءً كاذبًا لمحتقري الرب في قلوبهم، الذين يقول عنهم إشعياء النبي: "رذلوا شريعة رب الجنود واستهانوا بكلام قدوس إسرائيل" (إش 5: 24)، مع أنه قيل: "جميع الذين أهانوني لا يرونها (أرض الموعد)" (عد 14: 23). يتحدثون مع معاندي الرب بكلمة سلام، أما النبي الحقيقي فينطق بالحق ولو كان جارحًا. إنهم "يقولون لكل من يسير في عناد قلبه لا يأتي عليكم شر". لكن الله الفاحص القلوب يدينهم حسب شر قلوبهم وكما يقول القديس كبريانوس:[إنه ينظر إلى الإشياء الخفية والسرية ويتأمل الأمور المختومة، لا شيء يختفي من عيني الرب... إنه ينظر قلب كل إنسان وعقله، وسيدين ليس فقط أعمالنا بل وكلماتنا وأفكارنا. أنه يتطلع إلى الأذهان والإرادة ومفاهيم البشر جميعًا، في مخابئ القلب التي لا تزال مغلقة]. د. يتمتع النبي الحقيقي بالحضرة الإلهية: "من وقف في مجلس الرب؟!" [18]. هذه الحضرة العجيبة تتحقق على الأرض وسط شعبه المقدس. ما هو "مجلس الرب؟" يحل الله في وسط كنيسته المقدسة، في مجمع القديسين، فيقيم منها مجلسًا ينسبه إلى نفسه. وكما يقول المرتل: "الله قائم في مجمع الله، في وسط الآلهة يقضي" (مز 82: 1). ه. يتمتع النبي الحقيقي بالاستنارة الروحية، إذ يقول: "ورأى" [18]، يتحدث من خلال رؤيته الروحية وخبرته الواقعية كقول القديس يوحنا الحبيب: "الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1 يو 1: 1). و. له الأذن المختونة ليسمع ويطيع: "وسمع كلمته، من أصغى لكلمته وسمع؟!" [18]. بينما ينطق الأنبياء الكذبة بالكلمات المعسولة لمحتقري الرب وللعنيدين بقلوبهم. يرى إرميا النبي غضب الله كعاصفة نارية تهب على رؤوس الأشرار. هذا ما سمعه وهو في مجلس الرب، وأن هذه العاصفة لن تهدأ حتى يتحقق التأديب ويقيم الله مقاصد قلبه. عندئذ يفهم الأنبياء الكذبة ذلك، وإن كانوا لا يتراجعون عن شرهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | حواره مع الأنبياء الكذبة |
آرميا النبي | نبوات ضد الأنبياء الكذبة |
آرميا النبي | الأنبياء مثل أطباء الأرواح |
آرميا النبي | مسئولية الأنبياء الكذبة |
آرميا النبي | ترك الأنبياء الكذبة |