رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"في الأنبياء - انسحق قلبي في وسطي، ارتخت كل عظامي، صرت كإنسان سكران، ومثل رجلٍ غلبته الخمر من أجل الرب، ومن أجل كلام قدسه. لأن الأرض امتلأت من الفاسقين. لأنه من أجل اللعن ناحت الأرض، جفت مراعي البرية، وصار سعيهم للشر، وجبروتهم للباطل" [9-10]. تظاهر الأنبياء الكذبة بالرقة واللطف، فكانوا يقدمون طمأنينة مخادعة للملك ورجاله كما للجيش والشعب، مصورين إرميا كرجلٍ متشائمٍ ومحطمٍ لنفسية الشعب وخائنٍ للوطن... لكن في الواقع كان إرميا يهتز بكل أعماقه وكيانه من أجل شعبه. تطلع إلى الأنبياء الكذبة وبدأ ينطق بنبواته، لا في شماتة، ولا كرجلٍ بلا أحاسيس نحو شعبه ووطنه، وإنما كإنسانٍ يعتصر بكل كيانه من أجلهم. التهب قلبه بنارٍ، هذه التي صارت محصورة في عظامه (إر 4: 19-21؛ 20: 9). سبق أن قلنا أن القلب، كان في نظر اليهود مركز الفكر والإرادة. فانكسار قلبه في وسطه لا يعني مجرد اهتزاز عواطفه الجيّاشة، وإنما دخل كما في ارتباكٍ فكري وبلبلة في التخطيط والإرادة، لا يعرف ماذا يعمل أمام تلك الكارثة العظمى التي حلت على الأمة كلها. أما العظام فتشير إلى الهيكل العام الذي به يقوم كيان الإنسان، فمتى انهارت العظام يكاد يفقد الإنسان وجوده! وكأن الكارثة كادت أن تحطم كيان الشعب كله! إنها كارثة مصيرية بالنسبة للأمة كلها، كما بالنسبة لإرميا، وكما قيل: "كالماء انسكبت، انفصلت كل عظامي" (مز 22: 14). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | حواره مع الأنبياء الكذبة |
آرميا النبي | قد سمعت ما قالته الأنبياء |
آرميا النبي | نبوات ضد الأنبياء الكذبة |
آرميا النبي | الأنبياء مثل أطباء الأرواح |
آرميا النبي | ترك الأنبياء الكذبة |