رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النبوة الثانية [13-15]: إدانتهم لأنهم كذبة. 13 وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14 وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ، وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. صَارُوا لِي كُلُّهُمْ كَسَدُومَ، وَسُكَّانُهَا كَعَمُورَةَ. 15 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ عَنِ الأَنْبِيَاءِ: هأَنَذَا أُطْعِمُهُمْ أَفْسَنْتِينًا وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ، لأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ خَرَجَ نِفَاقٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ. في الاتهام الأول ظهر الأنبياء الكذبة أنهم متحالفون مع الكهنة في ممارسة الرجاسات فتدنسوا ودنسوا بيت الرب. هنا يظهر الأنبياء، خاصة الذين في أورشليم، أنهم قد تحالفوا مع الملك ورجاله ليبثوا روح الكذب والضلال وسط الشعب، فأساءوا قيادة شعب الله، وحولوهم إلى سدوم وعمورة، يحملون روح النفاق. "وقد رأيت في أنبياء السامرة حماقة. تنبأوا بالبعل وأضلوا شعبي إسرائيل. وفي أنبياء أورشليم رأيت ما يُقشعر منه. يفسقون ويسلكون بالكذب، ويشددون أيادي فاعلي الشر حتى لا يرجع الواحد عن شره. صاروا لي كلهم كسدوم وسكانها كعمورة. لذلك هكذا قال رب الجنود عن الأنبياء: هأنذا أطعمهم أفسنتينًا، وأسقيهم ماء العلقم، لأنه من عند أنبياء أورشليم خرج نفاق في كل الأرض" [13-15]. يقارن هنا بين أنبياء مملكة الشمال (عاصمتها السامرة) وأنبياء مملكة الجنوب (عاصمتها أورشليم). الأولون جحدوا الإيمان، وأضلوا إسرائيل حيث تنبأوا باسم البعل. إنهم أنبياء كذبة لأنهم انحرفوا بالشعب عن عبادة الله، كاسرين العهد معه. هذا القول تقبله قيادات يهوذا وأيضًا الشعب، لأنهم يتطلعون إلى مملكة الشمال كدولة منشقة. لكن ما فعلته أورشليم ليس بأقل مما فعلته السامرة. إنها لم ترفض عبادة الله الحيّ لكنها خلطت هذه العبادة بالعبادة الوثنية ورجاساتها، فكسرت العهد مع الله، وصار حالها كحال السامرة، بل ربما أشر فالمملكتان لم تسلكا بولاء لله ولعهده، غير أن أنبياء أورشليم دنسوا الهيكل المقدس بزناهم وكذبهم. وهذا أخطر، إذ يقول: "رأيت ما يُقشعر منه" [14]. سقطوا في عبادة البعل مثلهم كمثل السامرة، لكن أضافوا إلى شرهم تدنيسهم للمقدسات الإلهية. هنا يربط بين الرجاسات والكذب، قائلًا: "يفسقون ويسلكون بالكذب" [14]. لأن الكل رفض الله الذي هو "القدوس" و"الحق"، وسلكوا بالكذب. بمعنى آخر لقد أخطأ الأنبياء الكذبة في حياتهم أو سلوكهم إذ مارسوا الفسق وأخطاؤا في تعليمهم فمارسوا الكذب. بهذا صاروا "كلهم" [14] في عيني الله كسدوم؛ يُقصد ب "الكل" أنبياء السامرة وأورشليم، أي الأنبياء الكذبة للمملكتين معًا. بنفس الروح يتحدث حزقيال النبي عن سكان أورشليم، قائلًا: "مخرجك ومولدك من أرض كنعان. أبوكِ أموري، وأمكِ حِثِّية" (حز 16: 3)، كما يقول: "إن سدوم أختك لم تفعل هي ولا بناتها كما فعلتِ أنتِ وبناتك" (حز 16: 48). قدم الأنبياء الكذبة بأفواههم الموت للشعب، لذا يقدم الله لهذه الأفواه السافكة للدماء أو القاتلة للنفوس الافسنتين مأكلًا، وهو نبات مر وسام، وماء العلقم شرابًا [15]. |
|