رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معاملته القاسية وظلمه للفقراء والمساكين. "هل تملك لأنك أنت تحازي الأرز؟! أما أكل أبوك وشرب وأجرى حقًا وعدلًا، حينئذ كان له خيرُ؟! قضى قضاء الفقير والمسكين، حينئذ كان خير. أليس ذلك معرفتي يقول الرب؟! لأن عينيك وقلبك ليست إلا على خطفك وعلى الدم الذكي لتسفكه؟! وعلى الاغتصاب والظلم لتعملهما؟!" [15-17]. كأنه يقول له: [ليست المباني الفسيحة الفخمة هي التي تجعل منك ملكًا، ولا أخشاب الأرز الثمينة أو الزينة... فكر كيف عاش أبوك كملكٍ مكرمٍ. لقد أكل وشرب حسنًا، لكن هدفه هو الالتزام بمسئولياته الملوكية من تحقيق العدالة والبر في حياته وحياة شعبه. لم يكن ناسكًا، لكنه لم يكن نهمًا ومحبًا للملذات... لم يشغله أكله وشربه، وإن كان الله لم يحرمه من شيء. "أسلك كما يليق بك كملكٍ"، أو "حاول أن تكون ملكًا"، لا بالكبرياء والتشامخ حاسبًا نفسك كأرز لبنان المتشامخ، وإنما مقتديًا بأبيك الذي كانت له معرفة بالله بإجرائه العدل والبر، وقضائه للفقير والمسكين، فيكون لك الخير. لا تكن كالزانية التي تتزين بالمساحيق لتبدو عيناها واسعتان، وإنما بزينة العدل والبر والرحمة]. ماذا يعني بقوله: "أما أكل أبوك وشرب؟" إنه عاش في حياة بسيطة يأكل ويشرب، لا للذة والانغماس في الشهوات وإنما ليعيش كي يجري حقًا وعدلًا وسط الشعب، خاصة بين المظلومين، فصارت كل الأمور تسير حسنًا، أو "كان له خير". أما الربط بين عينيه وقلبه في قوله: "لأن عينيك وقلبك ليست إلا على خطفك وعلى الدم الذكي لتسفكه" [17]، إنما يعني أن سلوكه الخارجي يأتي متناغمًا مع شهوة قلبه الداخلية نحو ممارسة الظلم والقتل والطغيان. ففي أيامه قُتل النبي أوريّا (إر 26: 20-23). |
|