رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأنه هكذا قال الرب عن بيت ملك يهوذا: جلعاد أنت لي، رأس من لبنان، إني أجعلك برية، مدنًا غير مسكونة" [6]. يشبه البيت الملكي وربما الملك نفسه بجلعاد، أي الجبل العالي، أو بقمة جبلٍ من جبل لبنان الشامخة، فإنه وإن ظن في نفسه أنه ثابت ومملوء أمانًا ليس من يقدر أن يهبط به من هذا العلو إلا أنه ينحدر ليصير كبريةٍ قاحلةٍ وكمدينةٍ خربةٍ لا يسكنها أحد. بقوله "جلعاد ورأس من لبنان" يشير إلى أن قصر الملك في منطقة غنية خصبة ومبهجة مثل جلعاد وجبل لبنان، وقد دُعي قصر سليمان "بيت وعر (غابة) لبنان" (1 مل 7: 2؛ 10: 17، 21). ارتباط جلعاد بقمة لبنان كما في زكريا (زك 10: 10) يشير إلى الغابات، كما قد يشير إلى "الشرق" و"الغرب"، أي يملك على الضفة الشرقية والغربية لنهر الأردن. كأن الله يعلن نظرته إلى القصر الملكي، أنه لا يزيد في عينيه عن شجرة في وسط غابة في جلعاد أو على قمة جبل لبنان، أو كحيوانٍ برِّى هناك... مع ما اتسم به القصر من جمال وفخامة لكن الله يبيده ويحطمه، بل ويحسب تحطيمه عملًا مقدسًا يتعهد به الأعداء بسماحٍ إلهي. لم يقل "إني أجعلك... مدينة غير مسكونة" بل "مدنًا"، لأن الخراب يشمل كل المملكة بمدنها، وليس أورشليم وحدها. |
|