![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() “المُلك لله” و عملية التفريغ!! مُلك الله لحياتنا، لا يتم في الفرص الملتهبة، ولا بالترانيم الحماسية التي تطالبه بذلك، وإن كان هذا حسنًا، ولكن يجب أن يسبق هذا عملية في منتهى الأهمية؛ هي عملية التفريغ، وفيها يتفرغ المؤمن من كل ما يعطِّل مُلك الله لحياته، سواء كان شرورًا أو أفكار أو أي أمور أخرى، وبالتالي يكون جاهزًا لمُلك الله في حياته. فكِّر في موسى، الذي خطَّط له الله قبل ولادته أن يستخدمه لخلاص شعبه، لذا كان يجب أن يمتلك كيان موسى بالتمام، فيسيطر على عقله ومشاعره وإرادته وكل تحركاته. ولكن للأسف، عندما كبر موسى، كان يحتفظ ببعض المُتَكَلات التي يعتمد عليها، والتي لم يكن على استعداد لتركها، وظن أنها ربما ستساعد الله في خطته، ولكنها للأسف كانت عائقًا عطَّل “مُلك الله” في حياة موسى! فقد اعتمد موسى أولاً على علاقته واتصالاته ومكانته عند فرعون (أعمال 7: 21)، واعتمد ثانيًا على فصاحته الكلامية وقدراته الدبلوماسية (أعنال7: 22)، واعتمد ثالثًا على عواطفه المشتعلة على معاناة العبرانيين إخوته (خروج2: 11). وعلى أساس العوامل الثلاثة السابقة، خرج ليخلِّص شعبه معتمدًا على ذاته، وظن أن قتله للرجل المصري هو أول خطوات نجاح هذا الأمر، ولكن في اليوم التالي، عندما رفض الرجلان العبرانيان وساطته، وأخبروه أنهما يعرفان بقتله للمصري، كانت الصدمة الكبرى له، فقد خسر مرة واحدة كل ما كان يعتمد عليه؛ فقد بات مطَارَدًا من فرعون، ومرفوضًا من شعبه إسرائيل، وخاسرًا لكل مهارته وحكمته ودبلوماسيته!! |
![]() |
|