رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاء الاتهام صريحًا في النقاط التالية: أولًا: الارتداد عن الله. "من أجل أنهم تركوني" [4]. تكرر هذا الاتهام مرارًا (إر 1: 16؛ 2: 13 إلخ). ثانيًا: إفساد البركات التي قُدمت إليهم. حولوا أرض الموعد التي كان الله يعتز بها، قائلًا عنها "أرضي"، إلى "أرضٍ غريبة"، إذ يقول: "وأنكروا هذا الموضع" [4]، يترجمها البعض "جعلوا هذا الموضع غريبًا!" [4]، وهو تعبير أخّاذ يلفت النظر وفريد. ارتبطوا بآلهة غريبة، فصاروا متغربين عن الله، وصارت أرضهم التي تسلموها هبة من الله غريبة عنه! فقدت سمتها كأرض مقدسة، وصارت دنسة، مملوءة رجاسات. ثالثًا: محبون للتغيير في العبادة. "بخروا فيها لآلهة أخرى لم يعرفوها هم ولا آباؤهم ولا ملوك يهوذا" [4]. عندما تركوا الرب واختاروا العبادة لآلهة أخرى، لم يختاروها عن مقارنة بينها وبين الله الحيّ، ولا عن خبرة أو معرفة، وإنما لمجرد حب التغيير! أليس هذا هو سمة هذا العصر أيضًا، حب التغيير لأجل التغيير في حد ذاته؟! هذا الذي هو علامة على الفراغ الداخلي وعدم الشبع! تغيير في كل شيء حتى وإن كان إلى الأردأ! رابعًا: سافكوا دماء الأبرياء. "وملأوا هذا الموضع من دم الأزكياء" [4] وقد أُشير إلى هذه الخطية عند الحديث عن منسى الملك (2 مل 21: 16؛ 24: 4) ويهوياقيم (إر 22: 17). خامسًا: تقديم أطفالهم ذبائح بشرية للأوثان. "وبنوا مرتفعات للبعل ليحرقوا أولادهم بالنار محرقات للبعل الذي لم أُوصِ ولا تكلمت به ولا صعد على قلبي" [6]. راجع تفسير إرميا [7: 31-32]. يرفض الله تقديم ذبائح بشرية نهائيًا (تك 22: 1-19)، حتى حينما طلب من إبراهيم إسحق ابنه ذبيحة كرمزٍ لذبيحة المسيح لم يسمح بأن تتم عمليًا، إنما قدمت بنية الحب الباذل، مع إيمان إبراهيم أن إسحق يرجع حيًا، إذ آمن بالله الذي يقيم من الأموات. |
|