![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() “يا مُسهِّل” والحياة المسيحية! الحقيقية أن الإجابة على السؤال السابق، قد لا تُعجب بعض القرّاء الأعزاء؛ فالحياة الروحية التَقَوية هي حياة صعبة، وليست سهلة على الإطلاق، وهذا ما شهد به كل مؤمني الكتاب المقدس، لدرجة أن داود طلب من الرب صراحة أن يسهِّل له هذا الصعب، فصلى: «يَا رَبُّ، اهْدِنِي إِلَى بِرِّكَ بِسَبَبِ أَعْدَائِي. سَهِّلْ قُدَّامِي طَرِيقَكَ» (مزمور5: 8)، فقد اعتبر داود أن طريق الحياة مع الله هو أمر صعب جدًا، وقد امتلأ بكثير من الأمور المُكدِّرة والمُعيقة التي تجعله يستصعب هذا الطريق، ومنها الشر (ع4)، فاعلي الإثم (ع5)، المتكلمين بالكذب (ع6)، رجال الدماء والغش (ع7)، الأعداء (ع8)، المؤامرات (ع10)؛ ولهذا فقد طالب داود الرب في صلاته أن يستعمل نفوذه وإمكانياته في تسهيل هذا الطريق الصعب، ولسان حاله: “يا مُسهِّل”. ونفس الأمر أدركه بولس في أخر أيامه وأخر رسائله، عندما ذكر أكثر من 20 صفة للناس في الأيام الأخيرة (يمكن للقارئ الإطلاع عليها في 2تيموثاوس3)، تكفي لأن تجعل واقع المؤمنين قمة في الصعوبة، ولخَّصها بولس في الكلمات «وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ» (2تيموثاوس3: 1). أضف إلى هذا أن معاملات الله مع المؤمنين قد تكون صعبة الفهم في بعض الأوقات «لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ» (إشعياء55: 8)، وحتى كلام الرب قد يكون صعبًا في بعض الأحيان، خاصةً عندما يتكلم عن حساب النفقة (لوقا14: 28)، أو عن إهلاك النفس (متى16: 25)، أو عن الطريق الضيق (متى7: 13)، أو عن غيره من الكلام الذي يبدو منه أنه كان ينفِّر أتباعه أكثر من سرد المكافآت لجذبهم، لدرجة أن تلاميذ المسيح صارحوه في وقت ما وقالوا له «إِنَّ هذَا الْكَلاَمَ صَعْبٌ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟» (يوحنا6: 60). والملخَّص أن المؤمنين يعيشون في أزمنة صعبة ويتعاملون مع ناس صعبة، وفي داخلهم طبيعة قديمة صعبة، وقد يعاملهم الرب بمعاملات صعبة، وكل هذا يستدعي الصراخ اليومي: يا مُسهِّل!! |
![]() |
|