رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف صلى القديسون وتأمل كيف كان القديسون يصلون؟ وكيف كانت محبتهم لله تظهر في صلواتهم. اولئك الذين كانوا يكلمون الله بقلوبهم، ولو صمتت ألسنتهم.. وكما قال الشيخ الروحانى: سكت لسانك، لكي يتكلم قلبك. وسكت قلبك لكي يتكلم الله. ومن هنا يبدو أن صلواتهم كانت حديثا متبادلا مع الله: يحدثونه بقلوبهم، ويتحدث هو في قلوبهم. وفيما يتكلمون مع الله، يستمعون إلى صوته في قلوبهم. وكل كلمة يقولونها في في صلواتهم، كانوا يتعمقون في معناها جدا، ويلتذون بها، حتى قثيل عنهم: "ومن حلاوة اللفظة في أفواهم، ما كانوا يشاءون أن يتركوها ليقولوا لفظة أخرى". كانت كلمات الصلاة حلوة في افواههم، ولها عمق وتأثير على نفوسهم، حتى كان يعز عليهم أن يتركوها إلى غيرها.. أن يتركوها إلى غيرها.. أين هذا، من الذين يصلون، وهم لا يدركون معنى ما يقولون! أو يصلون بسرعة حتى ينتهوا من الصلاة ويعودا إلى مشاغلهم!! أما القديسون فمن حلاوة صلتهم بالله في صلواتهم، ما كانوا يريدون أن يختموا الصلاة، ويكتفوا بهاذ الحديث الجميل بينهم وبين الله وأثره العميق في نفوسهم. كانت الصلاة لهم وقت متعة روحية، تسبح فيها الروح خارج نطاق الجسد والماديات.. كانت لذتهم في الصلاة، أو بمعنى أدق: لذتهم في العشرة الإلهية أثناء الصلاة ومن أجل هذه المتعة الروحية، تركوا العالم وكل ما فيه، لكي يتفرغوا لعمل الصلاة، حيث يتمتعون باللقاء مع الله، ويشعرون بوجودهم معه، أو بوجوده معهم. وكثيرًا ما كانوا ينسون أنفسهم وكل ما يحيط بهم. مثلما حدث مع القديس يوحنا القصير الذي طرق الجمال بابه ليحمل عمل يديه من القفف ليبيعها. فكان في كل مرة يدخل قلايته ليحضر القفف له، يختطف عقله في الصلاة فينسى.. وكثيرًا ما كان الله ينعم على هؤلاء القديسين بحالة روحية أثناء الصلاة فلا يدرون هم في الجسد أم خارج الجسد. كما حدث للقديس بولس الرسول (2كو12: 2، 3). أحيانًا يتمتعون برؤى روحية، أو يدخلون في حالات من الدهش. أو يجدون عقلهم منشغلًا بكلام الصلاة. دون أية حركة إراداية منهم، بحيث لا يستطيعون ايقافه عن الصلاة، ولا يريدون. ولعل هذا بعض ما قصده الشيخ الروحانى بقوله "ليتكلم قلبك".. ويتمتعون أثناء صلواتهم بسيل من المعانى الروحية يتوارد على اذهانهم، وما كان يخطر على بالهم من قبل. وربما العبارة الواحدة تأخذ معنى جديدًا في كل صلاة، حتى ليقولوا مع داود النبي "اكشف يا رب عن عينى، لأرى عجائب من شريعتك" (مز119). تتحول صلاتهم إلى حب. ويتحول حبهم إلى مناجاة، وتتحول مناجتهم إلى متهة روحية.. وفي هذه المتعة، يتمنون لو بقوا هكذا قائلين مع التلاميذ عند جبل التجلى "جيد يا رب أن نكون ههنا" (مر5:9)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وهذا يحدث حينما يكون المصلى في حالة روحية معينة، فيها الحب والعاطفة والفهم والتركيز، والانشغال الكلى بالله، والموت الحسى والعقلى عن كل ما حوله. ويذكرنا هذا بالقديس يوحنا الاسيوطى حينما سألوه "ما هى الصلاة الروحية؟" فأجاب "هى الموت عن العالم".. من أجل اختطاف عقلهم أحيانًا أثناء الصلاة، كانوا يصلون وهم وحدهم في مكان خلوتهم. فلا يرى أحد مشاعرهم أثناء الصلاة، ولا ما يشغل عقلهم وقتذاك، أو ما يحدث لهم من رؤى أو من دهش.. أو كيف يدغدغ حب الله حواسهم حتى ينطبق عليهم قول عذراء النشيد " فإنى مريضة حبًا" (نش5:2). أما أنت يا أخى إن كنت لم تصل بعد إلى شيء من هذا: فنصيحتى لك أن تلتصق بالرب على قدر ما تستطيع أثناء الصلاة، وتبعد نفسك عن طياشة الفكر، وتركز ذهنك في كلمات الصلاة، وتصحبها بكل عواطفك ومشاعرك. وكلما حان انتهاء الصلاة، حاول أن تستمر، وأن تقول للرب "امكث معي يا سيدي" (مت 29:24).. وحاول في بعض الاوقات أن ترتفع عن مستوى الطلب. وتدرب في صلاة الحب، أن يكون طلبك الوحيد هو الله وليس غيره. كما قال داود النبي "طلبت وجهك، ولوجهك يا رب ألتمس. لا تحجب وجهك عنى" (مز9:27).. مثل هذه الصلاة تعبر عن الحب. اتخذ الله صديقًا لك، وحبيبًا، وراعيًا وحافظًا ومرشدًا. وافهم في قلبك تمامًا أنك لا تستطيع الاستغناء عن محبته لحظة واحدة وطرفة عين. حينئذ تجد المحبة التي في قلبك قد ظهرت في صلاتك. من كتاب المحبة قمة الفضائل - البابا شنوده الثالث |
21 - 10 - 2012, 08:21 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: كيف صلى القديسون
ميرسى مارى لموضوعك الجميل
|
||||
21 - 10 - 2012, 08:40 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كيف صلى القديسون
شكرا على المرور |
||||
26 - 10 - 2012, 07:33 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كيف صلى القديسون
روووووووووووووووعه
|
||||
27 - 10 - 2012, 05:53 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كيف صلى القديسون
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسون |
القديسون |
القديسون |
القديسون |
القديسون |