رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لا تكن لي رُعبًا. أنت ملجأي في يوم الشر. ليخزَ طاردى ولا أخزَ أنا. ليرتعبوا هم ولا أرتعب أنا. اجلب عليهم يوم الشر، واسحقهم سحقًا مضاعفًا" [17-18]. من جهة وعود الله تشكك الأنبياء الكذبة وأتباعهم فيها، بينما آمن بها إرميا النبي... هذا سبب ضيقًا ومقاومة منهم. وها هو يقف مختفيًا في الرب نفسه الذي يدعوه "ملجأي"، وقد دُعي الرب هكذا 11 مرة في سفر المزامير كما في (مز 46: 2). إنه سيأتي يوم الشر، أي الضيق الشخصي الذي يثيره الأشرار ضده، فيختفي في الرب، ويخزى الأشرار، ويرتعبوا ويسقطوا تحت دينونة مضاعفة، لأنهم رفضوا كلمة الرب وقاوموها في شخصه، أما هو فلا يخزى ولا يرتعب، لأنه في حماية مخلصه. هكذا لا يخاف المؤمن من الأشرار المقاومين له، ولا حتى من عدو الخير إبليس، مهما كانت قوته. يحدثنا الأب سيرينوس عن عدم ارتعابنا من الشياطين قائلًا: [إننا نعتقد أنهم يتعهدون هذا الصراع بقوة، لكن في مقاتلتهم يكون لديهم نوع من القلق والغم، خاصة حينما يقفون أمام مناضلين أقوياء، أي رجال قديسين كاملين... بالتأكيد تُعد الأرواح نفسها لمهاجمة البشر بقوة لا تقل عنهم لكي يضمنوا النصرة عليهم... (فيسقطون هم فيما يصنعونه بنا) إذ يقول: "وعلى هامته يرجع ظلمه" (مز 7: 16). وأيضًا: لتأتِه التهلكة وهو لا يعلم، ولتنشب به الشبكة التي أخفاها وفي التهلكة نفسها ليقع" (مز 35: 8)، أي في التهلكة التي دبروها بغشهم للبشر. فتسقط الأرواح في الحزن، وإذ تريد اهلاكنا تهلك هي بنفس التهلكة التي دبروها لنا...] [لكن لا يقدر أحد أن يشك في أنه متى انتصرنا عليهم يهلكون هلاكًا مضاعفًا]. |
|