رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كرسي مجد مرتفع من الابتداء هو موضع مقدسنا. أيها الرب رجاء إسرائيل، كل الذين يتركونك يخزون؛ الحائدون عني في التراب (الأرض) يُكتبون، لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية" [12-13]. يقول الرب: أي عذر لكم؟ لماذا تكونون كالحجلة، تضعون بيضكم على الأرض لا في عشّ على قمم الأشجار العالية؟ ها أنا أقيمكم كرسي مجد مرتفع في السمويات. إرفعوا قلوبكم إليّ في الأعالي ولا تنبطحوا على الأرض في استسلامٍ وخنوعٍ للشر! كرسي الله أو عرشه مرتفع ومجيد وفي نفس الوقت حال فينا، ليس بعيدًا عنا، بل في داخلنا. إن كانت الكلمة العبرية المقابلة لمرتفع تشير إلى السماء، وكلمة "مقدسنا" تشير إلى هيكل أورشليم وملحقاته كما إلى المقادس السماوية (مز 68: 36)، فإن الله المرتفع مجده في السماء هو فينا، ونحن به نصير مقدسًا سماويًا. إنه ليس ببعيد عنًا، بل نزل إلينا، ونحن لسنا بعيدين عنه إذ يرفعنا إلى سمواته. كأن النبي يقول: أتريدون الخلاص من الحجلة؟ اهربوا إلى المخلص القدوس السماوي رجائكم، هذا الذي يجلس على كرسي مجده في الأعالي يسحب القلب إليه، فلا يتركه يتمرغ في التراب والوحل. يعلق العلامة أوريجينوس على العبارة السابقة قائلًا: ["كرسي مجدٍ مرتفعٌ من الابتداء هو موضع مقدسنا. أيها الرب رجاء إسرائيل كل الذين يتركونك يخزون. الحائدون عني في التراب يُكتبون لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية" [12-13]. عندما رأى إشعياء النبي مُلْك الرب قال: "رأيت السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع" (إش 6: 1). إرميا أيضًا رأى السيد الرب وهو يملك، لذلك سبحه قائًلًا: "كرسي مجد مرتفع من الابتداء هو موضع مَقْدِسَنا". إن أردت توجيه هذه الكلمات إلى السيد المسيح لن تكون مخطئًا، وإن وجهتها إلى الآب لن تكون كافرًا. لمخلصنا كرسي مجد مرتفع من الابتداء لأن مملكته هي من فوق، والسيد المسيح هو ُمقدِّسنا لأن المُقَدِّس والمُقَدَّسين جميعهم من واحدٍ (عب 2: 11). هو "رجاء إسرائيل". فكما أنه هو البر الذي يوجد في الإنسان وهو الحق والقداسة، فإنه هو الرجاء. بدون المسيح لا يمكن أن تكون بارًا ولا قديسًا ولا يكون لك رجاء!]. |
|