* إن كانت كل الخليقة تسجد للمسيح، فبقوله "الملائكة" (في عب 1: 6) يعني أعلى الكائنات العاقلة، وذلك كما جاء في العبارة: "لمَنْ منَ الملائكة قال قط: اجلس عن يميني" (مز110: 1)؟ فهو أعلي منهم. وكلمة الكتاب المقدس تمنعنا من العبادة للخليقة، إذ قيل: "لئلا ترفع عينيك إلى السماء، وتنظر الشمس والقمر والنجوم، كل جند السماء التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء، فتغتر وتسجد لها وتعبدها" (تث 4: 19). فكما يُمنَع الشخص من العبادة لكائنات سماوية، هكذا يُمنَع من العبادة للكائنات الأخرى المخلوقة، حتى وإن كانت إحداها تفوق بقية المخلوقات. بهذا يلزم أن يدرك الشخص بكل ثباتٍ أن المسيح هو الخالق، وليس مخلوقًا، حتى وإن كان من أجلنا اتحد بجسدٍ مخلوق به نفس عاقلة، وبهذا فهو مسجود له من كل الخليقة بكونه الله .
القديس يوحنا الذهبي الفم