فالتَفتَ وقالَ لِبُطرس: ((إِنسَحِبْ! وَرائي! يا شَيطان،
فأَنتَ لي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر)).
تشير عبارة "إِنسَحِبْ! وَرائي!" في الأصل اليوناني Υπαγε ὀπίσω μου (معناها اذهب خلفي) إلى طلب يسوع من بُطرس أن يجد مكانه، وراء المُعلم وليس أمامه، وإلاَّ يكون حجر عثرة بين يسوع والآب السَّماوي. لما جاءَ يسوع إِلي تلاميذه ماشِياً على البَحْر، حسبما جحاء في الفصول السَّابقة، سأله بُطرس أن يأتي إليه على الماء " فقالَ لَه: تَعالَ!" (متى 14: 29)! وأمّا اليوم فيقول له العكس: إِنسَحِبْ! وَرائي! يا شَيطان. فماذا جرى؟ إن ما قاله بُطرس ليس من عند الله، بل هو تكرار لتجربة إبليس في البرِّية كي يتجنب يسوع الموت على الصَّليب لهذا السبب قال يسوع لبُطرس نفس العبارة التي قالها لإبليس حين جرَّبه في البرية "اِذهَبْ، يا شَيطان! " Υπαγε, Σατανᾶ (متى 4: 10). وبينما كانت دوافع الشيطان شريرة، كانت دوافع بُطرس هي محبة يسوع وحمايته وربما البحث عن مصلحته الشَّخصية