* لأنه يقوم عن يمين المسكين". وقف الشيطان عن يمين يهوذا، وأما الرب فوقف عن يميني. "لتُخَلِّصْ نفسي من القاضين عليّ"... إن كان (المسيح) حزينًا، فهو له عواطفه، لأن الحزن عاطفة. لهذا إن أرادوا أن يقولوا لنا: "إننا نقول إنه ليس له عواطف بشرية أو وجدان، لهذا لم يكن لديه مجال أن توجد فيه خطية" لنجيب عليهم بهذا: أليس له جسد مثلنا أم لا؟ إن قالوا: "له" نجيبهم "إذن لديه عواطف أجسام. كل واحد يفهم ما أقوله". إن أنكروا أن له عواطف أو رغبات الجسد نلتزم بالرد أنه بلا جسم. ولكن يلزمنا أن نؤكد لهم: "إذ له جسم حقيقي مثل جسمنا، لكن ليس له خطايا الجسم"، فإن له أيضًا نفس حقيقية، ولكن ليس له خطايا النفس. ليتنا ندرك ونشكر أن له جسم حقيقي ونفس حقيقية، لأنه إن كان الرب لم يتخذ طبيعة بشرية بكاملها فإنه لم يخلص البشرية. لو أنه اتخذ جسمًا فقط بدون نفس، فهو خلص الجسم دون النفس. لكننا نريد أن أنفسنا تخلص أكثر من جسمنا، لهذا أخذ الرب كل من الجسم والنفس ليُخَلِّص كل منهما، يُخَلِّص الإنسان بكماله كما خلقه.
القديس جيروم