يتوجب على التَّلاميذ أن يسمعوا له كما كان يسوع يسمع صَوت آبيه السماوي، لكنهم في الواقع، كانوا يسمعون لأفكارهم ورغباتهم الخاصة، وماذا يريدون أن يفعلوا لأنفسهم، وماذا يريد الرَّبّ أن يفعل لهم؛ أمَّا يسوع فيسمع ماذا يريد أبوه السَّماوي أن يفعل. فالتَّلاميذ كانوا يستمعون إلى المسيح الرَّبّ، ولكنّهم ليسوا بحسب أفكار السَيِّد المسيح. يعيشون معه، ولكنّهم يُفسّرونه ويفهمونه ويرونه بأفكارهم البَشريّة البعيدة عن أفكار الرَّبّ. يذهبون مع السَيِّد المسيح، ولكنّهم لا يسمعونه، ولا يُفكّرون مثله. فجاء تشجيع صَوت الآب لهم أن يسمعوا له "هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى 17: 5). أنه يعيش كلمة الله ويُتمّم كلّ نبوءة وكلّ وحي الله، انه مُكمِّل العهد ومِحور تاريخ الخلاص، انه "الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إلى الآبِ إِلاَّ به" (يوحَنّا 14: 6).