وبَينما هم نازلونَ مِنَ الجَبَل، أَوصاهُم يسوعُ قال:
((لا تُخبِروا أَحداً بِهذِه الرُّؤيا إلى أَن يَقومَ ابنُ الإِنسانِ مِن بَينِ الأَموات)).
"لا تُخبِروا أَحداً بِهذِه الرُّؤيا" فتشير إلى ضرورة محافظة التَّلاميذ على سر التَّجَلِّي، لكنهم لم يدركوا ما رأوه إلاَّ بعد قيامته. كما أنهم لن يستطيعوا أن يُبشروا بحقيقة يسوع الإلهية إلا بعد أن اختبروا حدث القيامة، أي التمجيد الكامل ليسوع، وحلول الروح القدس عليهم في العنصرة. فكانت غاية التَّجَلِّي تكمن في تثبيت إيمان الرُّسل أنَّ يسوع هو المسيح وإعدادهم أن يكونوا شهودًا على ذلك. ويُميز يسوع بين رسالته على الأرض والزمن التابع للفصح حيث سيُعلن الرُّسل سره. فحافظ التَّلاميذ على هذا السِّر حتى قيامة يسوع، لان قيامته من بين الأموات كشفت مَجْده. ويُحذّر يسوع تلاميذه عن إعلان رؤية التَّجَلِّي قبل قيامته تجنبًا لحدوث أية ثورة شعبية، كما حدث عند معجزة تكثير الخبز السمكتين "عَلِمَ يسوعُ أَنَّهم يَهُمُّونَ بِاختِطافِه لِيُقيموهُ مَلِكاً، فانصَرَفَ وعادَ وَحدَه إلى الجَبَل" (يوحَنّا 6: 14-15)، ولكيلا يُفهم بشكل خاطئ كما تدل أسئلتهم (متى 17: 10-13)