![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اهربــوا... هل يمكن أن يكون الهروب وسيلة للانتصار؟! بكل تأكيد! فهذا هو فكر الله من جهة مقاومة بعض التجارب. والهروب يحدث أولاً في الفكر؛ فيجب أن تتحول فورًا بفكرك بعيدًا عن التجربة. وقد يقتضي الأمر في بعض الأحيان أن تهرب فعليًّا من مكان ما (قد يكون مكانًا افتراضيًّا؛ كموقع على الإنترنت مثلاً أو تطبيق على المحمول) أو أن تترك “شلة” من الأصدقاء لا تجلب لك إلا المتاعب بجرِّك نحو ما لا يمجِّد الله! يُحَرِّضنا الوحي: «اهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا!» (1كورنثوس6: 18) ، ليس على مستوى الممارسة الفعلية فقط، بل أيضًا كما علَّمنا الرب يسوع أن «كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ» (متى5: 28). فمجرد النظرة بهدف الاشتهاء تعني أن الأمر قد حدث في قلبك! ولعلَّ أوضح مثال لنا هو يوسف؛ الشاب المُستَعبَد في أرض غريبة والبعيد عن كل الذين يعرفونه، الذي ركض خارج البيت وتَرك ثوبه في يد امرأة وزير داخلية مصر، وعانَى من السجن ظُلمًا ثمنًا لهروبه من الزنا معها (تكوين39: 12). وهناك الوصية الصريحة: «اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ!» (1كورنثوس10: 14). والأوثان هي كل ما يستحوذ على تفكيري وعواطفي من دون الله، حتى وإن كان مشروعًا وليس شرًّا في حد ذاته. الكتاب المقدس يعلِّمنا مثلاً أن الطمع صورة من صُوَر عبادة الأوثان (كولوسِّي3: 5). وهناك «مَحَبَّةَ الْمَالِ» التي هي «أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ». فينصح الرسول بولس كلَّ واحد فينا: «أَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هَذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ» (1تيموثاوس6: 10 11). ولنا في كلمة الله أمثلة مبارَكة لرجال عظماء استطاعوا أن يهربوا من محبة المال؛ مثل: إبراهيم (تكوين14: 22 23) ، وأليشع (2ملوك5: 16).. ويحث الرسول بولس تيموثاوس أيضًا: «أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ» (2تيموثاوس2: 22). لقد استطاع موسى أن يحسب «عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ» مُفَضِّلاً الذل مع شعب الله على التمتُّع الوقتي بالخطية، وبالإيمان رفض بعزة نفس كل ما يلمع في عيون الشباب كالمال والسلطة (عبرانيين11: 24 26). وقد لا يكفي الهروب في حد ذاته للانتصار، لكنك يا صديقي تحتاج أن تفعل شيئًا إيجابيًّا بعد أن تهرب؛ وهو أن “تتبع” البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والسلام والوداعة، ولكن ليس بمفردك بل مع إخوتك من المؤمنين الحقيقيين الذين “يدعون الرب من قلب نقي”. إننا نحتاج إلى أصدقاء من إخوتنا حتى يشجع أحدنا الآخر في حياة تمجد الله. |