أن المقصود بالجسد كعدو للمؤمن في حربه الروحية، هو الطبيعة الساقطة الموروثة من آدم، وهي النبع الفاسد لكل الشرور، إنها الخطية الساكنة فينا، والتي لا تتغيَّر أو تتحسن مطلقًا، وهي واحدة في كل الجنس البشري سواء المؤمن أو الخاطي. هذا الجسد يُسمَّى «جسد الخطية» (رومية6) ، أي نشيط في فعل الخطية، لا يمل أو يكل أو يكتفي، ويُسمَّى أيضًا «جسد هذا الموت» (رومية7) ، أي أنه ضعيف إلى أقص درجات الضعف والعجز في فعل إرادة الله، يقول عنه الكتاب «ليس خاضعًا لناموس الله، لأنه أيضًا لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله» (رومية8: 7، 8). وتعبير «في الجسد» يعني أنهم تحت سيادة وسيطرة الجسد الذي يقودهم لفعل الإرادة الذاتية وليس إرادة الله. أما المؤمن الذي تحرَّر من سيادة الخطية، واختبر العتق بواسطة ناموس (قوة عمل) روح الحياة في المسيح يسوع (رومية8: 2) ، فليس في الجسد بل في الروح، طالما روح الله ساكن فيه.