جاء الرب يسوع المسيح إلى شعبه وكان بالنسبة لهم هو الحجر والصخرة الذي وُضع لتحديد مسار الكثيرين بينهم، فمن يرفضه ويحتقره يسقط ويهلك، لكن من يقبله ويؤمن به يقوم رافعًا رأسه وتكون له الكرامة. كان اليهود ينتظرون المسيح آتيًا إليهم بالمجد والقوة، ولم يخطر ببالهم أن يأتيهم في صورة الإتضاع. كانوا يتوقعون فيه جبروتًا كداود، وجلالاً وغنًى كسليمان، ولكنهم وجدوه إنسانًا فقيرًا، ليس له أين يُسند رأسه؛ لذلك عثروا فيه، وسقطوا لعدم إيمانهم. لكن من الناحية الأخرى كثيرون آمنوا به فرفعهم وصار لقيامهم، وكأنّهم في الجب أو البحر، واحتاجوا إليه كالصخرة لكي يقفوا عليه فلا يهلكوا، واستطاعوا أن يقولوا: «وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي» (مزمور40: 2).