رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ثم صار إليّ كلام الرب، قائلًا: لا تتخذ لنفسك امرأة ولا يكون لك بنون ولا بنات في هذا الموضع، لأنه هكذا قال الرب عن البنين وعن البنات المولودين في هذا الموضع، وعن أمهاتهم اللواتي ولدنهم، وعن آبائهم الذين ولدوهم في هذه الأرض: ميتات أمراض يموتون، لا يُندبون ولا يُدفنون، بل يكونون دمنة على الأرض، وبالسيف والجوع يفنون، وتكون جثثهم أكلًا لطيور السماء ولوحوش الأرض" [1-4]. كانت الأسرة الكبيرة في الشرق بوجه عام تُحسب مباركة من قبل الله (تك 22: 17؛ مز 127: 3-4)، كما يُحسب عدم الإنجاب عارًا وعلامة على غضب الله (تك 30: 1؛ 1 صم 1: 6-8)، والعزوبية أو البتولية أمرًا يسبب حزنًا (قض 11: 37). امتناع شاب مثل إرميا عن الزواج أمر مثير، لم يحدث بناء على رغبته وإنما طاعة لله واقتناعًا بأن نهاية يهوذا كانت قد اقتربت جدًا . بقوله: "ميتات أمراض يموتون" [4]، يعني معاناتهم من أمراض كثيرة بسبب الحروب بوجه عام، خاصة أثناء الحصار، كما بسبب الجوع، وأيضًا معاناتهم من الآلام والمتاعب، مع حالة من الرعب تؤدي بهم إلى الموت. يُعتبر عدم دفن الموتى وترك الجثث لكي تأكلها طيور السماء ووحوش البرية من أبشع أنواع اللعنات التي يسقط تحتها الإنسان (تث 28: 26)، يزيدها لعنة أنهم لا يجدون من يندبونهم أو يبكون عليهم. يمكن تصور المنظر هكذا أن الشوارع تمتلئ بالجثث بغير مبالاة، فتُترك طعامًا للطيور الجارحة والحيوانات المفترسة ولا يوجد من يبكي الموتى، لأنه لا يوجد من هو حيّ. |
|