قال الرَّبُ يسوع: ” ومَثَـلُ ملكوت السَّموات كمَثَـل تاجرٍ كان يطلُبُ اللؤلؤَ الكريم، فوجدَ لؤلؤة ثمينة، فمضى وباع جميعَ ما يَملِك واشتراها ” (متى13: 45).
يُرمز الى التاجر هنا بأنَّه المسيحُ نفسُه، فقد شَبَّهَ نفسه في مَثَل الكنز بإنسانٍ كان ماشياً في طريقه وبالصدفة وجد كنزاً مطموراً. ولا بُدَّ في هذا المَثَل أن هذا التاجر يمتلك خِبرةً ودِرايةً بالأشياء الثمينة، فسَعى للبحث عَن اللؤلؤ الكريم ليختار ما يُناسِبُه مِنه، وفي خِلال بحثِه وجدَ لؤلؤةً واحِدةً غالية الثمَن. ففي مَثَل الكنز وجدناه إنسانا آتياً الى العالَم بصِفتِه ابنَ داود بن ابراهيم، وعند رفضِه مِن بني اسرائيل خاصتِه غدا وكأنَّه حسبَ الظاهر بقيَ وحيداً لم يَعُد يملك شيئاً، ولكِنَّه وجدَ كنزاً مخفياً مِن قِبَل العناية الإلهية. أما في مَثَل اللؤلؤة فنتخَيّلُه في حالتِه السابقة لمجيئه الى العالَم. ولما حضِرَ الى العالم سَعَى للحصول على لآليء كريمة فوجدَ واحِدةً باهضة الثمن، فمَضَى وباعَ جميعَ ما يملِك واشترها.