رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لكي يكون الله معروفًا تمام المعرفة للإنسان ولكن ربما يقول واحد: ألم يعرف الإنسان الله في الخليقة؟ والإجابة هي: لقد عرفه إلى حدٍّ ما «لأَنَّ أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ تُرَى مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِآلْمَصْنُوعَاتِ، َقُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ» (رومية1: 20). نعم، إن قدرته ولاهوته يُعرفان بالخليقة، ولكن هذا ليس ما هو الله في ذاته. كما أن «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ» (مزمور19: 1)، ولكن هذا ليس هو الله بكامل صفاته. فإنني إذا عرضت عليك يومًا لوحة رائعة، فإنك قد تتأملها بإعجاب، وتقول: “يا له من فنان رائع هذا الذي أبدع ورسم هذه اللوحة! ويا لها من مقدرة فنية، هذه التي أنتجت مثل هذه اللوحة!”. وإذا حدث وأريتك تمثالاً آخر نحته هذا الفنان نفسه وأنتجته نفس اليدان، وتأملت في مقدرة هذا الفنان على استخدام “الإزميل” في التمثال، كما الفرشاة في اللوحة، فإنك لا شك تقول: “يا له من رجل بارع!” عندئذٍ أقول لك: “إنه بارع ولكنه يُدمن الخمر، ويقسو على زوجته وأولاده، ويتركهم يتضورون جوعًا”. عندئذٍ تفهم أنه بالرغم من لوحاته وتماثيله، فإن صفاته الأدبية أسوأ ما تكون. وهكذا نُدرك أننا لا نستطيع أن نفهم الإنسان ونعرفه من أعمال يديه. هكذا الله لا يمكن أن يُعرف تمام المعرفة عن طريق خليقته، ولا يمكن لنا أن نعرف الله إلا في شخص الابن المبارك «الله لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يوحنا1: 18). «قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا. قَالَ لَهُ يَسُوعُ:... اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» (يوحنا14: 8، 9). |
|