رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِي: «وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي لاَ تَكُونُ نَفْسِي نَحْوَ هذَا الشَّعْبِ. اِطْرَحْهُمْ مِنْ أَمَامِي فَيَخْرُجُوا." [1]. عن طلب صلوات أو شفاعات الغير بدون التوبة في تعليقنا على: [إر 7: 16؛ 11: 14]. إذ يتحدث العلامة أوريجينوس عن قوة الصلاة، يرى في ارتباط شخص صموئيل النبي بموسى النبي هنا يحمل معه ذات الرتبة، هذا الذي أدركت والدته أنها عاقر والتجأت إلى الله بالصلاة فوهبها إيّاه. يعلن هذا الحديث الإلهي عن عجز البشرية في التشفع في الخطاة حتى يأتي السيد المسيح. جاء في سفر حزقيال: "وطلبت من بينهم رجلًا يبني جدارًا ويقف في الثغر أمامي عن الأرض لكيلا أخربها فلم أجد" (حز 22: 30). لقد جاء ربنا يسوع المسيح، الإنسان الكامل، الذي وقف في الثغرة يشفع في البشرية، وكما جاء في إشعياء: "فرأى أنه ليس شفيع، فخلصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده" (إش 54: 16). يقول الرسول بولس: "وأقول إن يسوع المسيح قد صار خادم الختان من أجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الآباء" (رو 15: 8). الآن إذ يرفض الله شفاعة أنبيائه عن الشعب يقول: "أطرحهم أمامي فيخرجوا" [1]. إنها تقابل قول إيليا النبي وتلميذه إليشع: "حيّ هو الرب الذي أنا واقف أمامه" (1 مل 17: 1؛ 18: 15؛ 2 مل 3: 14؛ 5: 16)، حيث يعني وجودهما أمام الله الذي يهبهما حضرته كسّر قوتهما؛ يثبتهما ويهبهما حالة القيام بغير انطراح أو سقوط. أما هذا الشعب وقد ارتبط بآلهة غريبة، ووضع ثقته فيها، ومسرته في الشهوات الجسدية والرجاسات، فلا يستحق الوقوف بل يبقى مطروحًا بلا عون، ويُطرد من الحضرة الإلهية... "لأنه أية خلطة للبر والإثم؟! وأيّة شركة للنور مع الظلمة؟! وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟!" (2 كو 6: 14-15). في القديم وهب الله شعبه الخروج exodus،لكي يخرجوا من عبودية فرعون منطلقين إلى الأرض التي تفيض عسلًا ولبنًا، حيث الشبع والحرية. الآن يطردهم من أمامه فيخرجوا exodus،لكنه خروج من حالة الحرية والشبع إلى العبودية لإبليس وشروره وإلى الفراغ. |
|