رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"هكذا أحبوا أن يجولوا. لم يمنعوا أرجلهم، فالرب لم يقبلهم. الآن يذكر إثمهم ويعاقب خطاياهم. وقال الرب لي: لا ُتصلِ لأجل هذا الشعب للخير" [10-11]. نجد حوارًا مشابهًا بين الله والشعب في الرؤيتين اللتين سجلهما عاموس النبي (عا 7: 1-6)، غير أننا نجد في عاموس الله يستجيب للصلاة ويُنزع التأديب، أما هنا فالتأديب يحل بالشعب والحيوانات، مع تأكيد حتمية التأديب على المعاصي المرتكبة [10]. يتحدث الله مع شعبه في صيغة الغائب، قائلًا: "هذا الشعب"، وليس "شعبي"، إذ ينسحب الله من الانتساب إليهم، لأنهم خانوا العهد، بهذا فقدوا سمتهم كشعبٍ دخل مع الله في ميثاق، أي فقدوا حقهم في الحوار المباشر معهم كطرفٍ في العهد الإلهي. أحبوا أن يجولوا... هنا كلمة "يجولوا" تشير إلى الأشجار التي تحركها الرياح يمينًا ويسارًا، أو إلى ترنح الإنسان المخمور الذي فقد اتزانه (إش 29: 9). هكذا صاروا يتحركون من هنا وهناك بلا هدف ولا اتزان، يجولون بعيدًا عن الله الطريق الحق. ليس لهم ضابط ولا التزام، فيسلكون طريق الإثم، لهذا استحقوا التأديب. لقد أحبوا التجوال لا الاستقرار في حضن الله، ظانين أن حريتهم وسعادتهم خارج الحب الإلهي. هؤلاء يتطلعون إلى الاتحاد مع الله حرمانًا من الحرية وكبتًا وفقدانًا للملذات! يسلكون طريق الابن الضال الذي ترك بيت أبيه، لكن بقى قلب الأب ينتظر عودته ليرد له كرامته ويشبعه! هنا يعود فيكرر الله طلبته لإرميا للمرة الثالثة ألاّ يُصلي لأجل الشعب كي يرفع الله عنهم التأديب. تكرار الطلب يؤكد أن إرميا لم يكف عن الصلاة من أجل الشعب، وكأن ما سأله الله إياه لم يكن أمرًا عصاه النبي، إنما هو إعلان عن عدم استجابة الصلاة في هذا الأمر (رفع التأديب) بالذات. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | سبي الشعب |
آرميا النبي | لأجل كرسي مجده |
آرميا النبي | نقض الشعب العهد |
آرميا النبي | لا يقف إرميا النبي وحده يُرثى هذا الشعب |
آرميا النبي | استمع الشعب لصوت موسى النبي |