رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"من أجل أن الأرض قد تشققت، لأنه لم يكن مطر على الأرض. خزي الفلاحون، غطوا رؤوسهم" [4]. صارت أرض الموعد التي تفيض عسلًا ولبنًا جافة ومشققة، تكشف عن رؤوس سكانها التي صارت جامدة كالنحاس والحديد، إذ قيل "وتكون سماؤك التي فوق رأسك نحاسًا، والأرض التي تحتك حديدًا" (تث 28: 23). هكذا يتحول الإنسان بكليته كما إلى أرض حديدية لا تقدم ثمرًا، وبلا حياة! إذ نشعر بالحاجة إلى المياه نتطلع إلى عمل الروح القدس خاصة في مياه المعمودية، لندرك كيف نخرج بها من حالة القفر إلى التمتع بالحياة الفردوسية وكما خاطب القديس غريغوريوس أسقف نيصص طالبي العماد، قائلًا: [إنكم خارج الفردوس أيها الموعوظون. إنكم تشاركون آدم آباكم الأول في نفيه! الآن يُفتح الباب وتعودون من حيث خرجتم]. يقارن القديس يوحنا الذهبي الفمبين الفردوس الذي عاش فيه الإنسان الأول والسماء التي يعيشها فيها المؤمن بالعماد بعد أن صار قفرًا فيجد أنه صار في حالة أعظم مما كان عليها آدم. جاء في مقارنته: [لا ينطق الله هنا (ليخلق) في الفردوس، بل في السماء. فإن ما يحدث لا يتم على الأرض، بل ينقلك إلى السماء في حضرة الملائكة. يرفع الله نفسك إلى فوق ويصلحها، ويقدمها بجوار عرشه الملوكي... يقيمك الله لا لتحفظ الجنة، بل لتصير مواطنًا سماويًا. لا تعود تبصر أودية أو أشجارًا أو ينبوعًا، بل تنال الرب نفسه، وتختلط بجسده العلوي الذي لا يقدر الشيطان أن يقترب إليه... فإنك ما دمت لا تنزل إليه لا يقدر هو على الصعود اليك، لأنك في السماء! إنه لا يقترب إلى السماء! ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | امتلأت الأرض بالفاسقين |
آرميا النبي | فأطردكم من هذه الأرض |
آرميا النبي | حتى متى تنوح الأرض |
آرميا النبي | اجمعي من الأرض حزمك |
آرميا النبي | إنها نجست الأرض |