كثرة الصلوات الفارغة
«لَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ»
(1ملوك18: 29)
الصلاة علاقة حميمة مع الله، هي صِلة وثيقة بمصدر الحياة وواهبها ومُخَلِّص نفوسنا وفاديها. الصلاة تعبير خالص عن الاتكال على أبينا السماوي بثقة الطفل الذي يرتمي بين ذراعي أبيه وهو مغمض العينين! أما أن تتحوَّل الصلاة إلى فَرض أو طقس، أو إلى عبارات جوفاء نردِّدها دون وعي أو إحساس، فهذا ما لا يليق. حذَّر الرب يسوع تلاميذه: «حِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ» (متى6: 7). هذا ما فعله أنبياء البعل عندما تحدَّاهم إيليا: جعلوا يصرخون طوال النهار لكن «لَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ» (1ملوك18: 29). أما نحن فأبونا الذي في السماء يعلم ما نحتاج إليه قبل (وليس دون) أن نسأله. لنُلقِ بأنفسنا عليه واثقين أنه يسمع حتى أَنَّات قلوبنا.