رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشوق لقبول يسوع في سر التناول قبل ان تستقبل القديسة مريم رسالة الملاك كانت غالبا ما تصلي كأي إنسان في حالة القداسة في إسرائيل ولكنها لم تفكر انها ستكون يوما ما تلك العذراء التي ستلد مخلص العالم” وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».” (اشعيا14:7). ولكن عندما جاءتها بشرى السماء وتأكدت من انها من اختارها الله ان تكون أم “ابن العليّ وضعت نفسها وخضعت لمشيئة الرب وخطته الخلاصية من أجل البشر ولكم كانت فرحتها غامرة من انها ستحمل الله في احشائها. لقد أعطاها الملاك جبرائيل الصورة الكاملة كيف سيتم ذلك الأمر الغير عادي فقال لها:«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ”(لوقا35:1). ان الملاك جبرائيل بدأ خطوة خطوة في كشف تلك الدعوة الغير عادية والتي يطلبها الله من مريم. في البداية قال الملاك لمريم:” وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا”(لوقا31:1)، وهذا وحده مثيراً للغاية. إذا ما علمت أي امرأة انها سيكون لها طفلا فهي مناسبة لا يمكن نسيانها ولكن القديسة مريم قريبة من ان تجد انها لن تصبح كأي أم عادية فلقد استمر الملاك ليكشف انها ستكون أعظم أم وأهم أم في تاريخ العالم لأنها ستحبل بإبن سيعيد تاريخ إسرائيل وتاريخ الجنس البشري كله الي مكانته، فإبنها سيملك على عرش داود الملك هذا الذي تنبأ عنه الأنبياء وبأنه سيعيد الشعوب الي مملكة إسرائيل ويجمع الأمم ويعيدها الي عهدهم مع الله. دعونا نقترب وننظر فيما قاله بالفعل الملاك لمريم عن ابنها:” هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»(لوقا32:1-33). ان مثل تلك الكلمات ستكون مألوفة جدا لكثيرين من اليهود في القرن الأول الميلادي لأنها صدى لنص في العهد القديم هام جداً عن مملكة داود كما جاء في سفر صموئيل الثاني الإصحاح السابع عندما وعد الله داود بمملكة ابدية “وَكُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَعَمِلْتُ لَكَ اسْمًا عَظِيمًا كَاسْمِ الْعُظَمَاءِ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ.” (2صموئيا9:7) و”مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ.”(2صموئيل12:7-14). تأمل في التشابه العجيب ما بين نص سفر صموئيل النبي( 2صموئيل 7) وما قاله الملاك جبرائيل عن إبن مريم كما جاء في انجيل لوقا (32:1). كما قيل لداود ان اسمه سيكون “عظيما” (2صموئيل9:7) هكذا قال الملاك لمريم ان طفلها سيكون “عظيما”(لوقا31:1). وكما ان التسلسل النسبي لداود وُصف بعلاقة فريدة بين أب وإبن مع الله (2صموئيل14:7) هكذا يسوع سيدعى ابن العليّ (لوقا32:1)، وكوعد الله من انه سيؤسس ويثبت عرش مملكة داود للأبد (2صموئيل13:6)، هكذا سيعطي الرب عرش داود ابيه ليسوع (لوقا32:1)، وكما قال الله لداود ان مملكته ستثبت الى الأبد (2صموئيل 16:7) وهكذا قال جبرائيل في بشارته لمريم ان ابنها سيملك على بيت يعقوب للأبد ولن يكون لملكه نهاية (لوقا33:1). هكذا فإن وصف الملاك جبرائيل لطفل مريم يصرخ بوعد الله الذي صنعه مع مملكة داود وإعادة التذكرة بموضوعات داودية عن العظمة والبنوة والعرش والبيت ومملكة آبدية فهنا يشير جبرائيل ان مريم ستحمل ابن ملكي لداود والذي سوف يتمم وعود الله لداود عن مملكة لا تزول. يقول اليهود ان ذلك الطفل قد طال إنتظاره وهو الممسوح ولذا فيطلقون عليه “المسيّا المنتظر”. تلك الكلمات كشفت الأصل الإلهي لذلك الطفل، وعلمت مريم انها لن تحبل من خلال علاقة جنسية طبيعية ولكن بالروح القدس. انه لم يكن على الإطلاق حبل مثل ذلك من قبل ويفوق كل تصور وقال لها الملاك جبرائيل ان طفلها سيُدعى “إبن الله” -ليس تماما بالإشارة الي وظيفته كمسيّا أومجازيا لسلالة الملك داود كإبن لله كما جاء “أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا”(2 صموئيل 14:7). ان طفل مريم هنا سيدعى إبن الله فيما يتعلق بالحبل به من الروح القدس. ان الله هذا عندما تجسد على الأرض ووحد نفسه ليكون قريبا من الإنسان وجاء في أحشاء العذراء أراد أيضا ان يتحد بنا من خلال سر التناول المقدس لان به الثبات فيه “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه”(يوحنا56:6) وبه ننال الحياة الأبدية “أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم” (يوحنا51:6) وبه ننال الخلاص والاستنارة “الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا” (كولوسي 14:1). ولكن هل لنا ذلك الشوق ان نستقبله وهو الذي يرغب في بذل جسده ودمه دائما من أجلنا؟. ان تراخينا وتواضعنا المزيف يضع أعذار وأعذار لنبقى بعيدا عن خبز الحياة وعن المائدة المقدسة وعن كأس البركة وكذلك العذر من الخوف ان نقترب منه والتحجج بعدم الإستحقاق يجب ان يتلاشى في الحب ويخضع لمن احبنا هو أولا ودعانا لحبه فهو القائل لنا: وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.“(امثال31:8). ربما قد يقول قائل انه بسبب خطاياي العديدة لا يمكنني الإقتراب من قدس الأقداس بصورة متكررة ولكن مهما كانت الروح ضعيفة فيسوع دائما يفعل المستحيل للإقتراب منها ليجذبها نحوه. وقد يقال أيضا انني لا يمكنني التناول من الجسد والدم الأقدسين لأنني غير مستحق ولكن عليك ان تقول انا أرغب في أن أكون مستحقاً بقدر استطاعتي لكي أستقبل التناول حتى استطيع ان أحصل على نِعم يسوع للأنفس الضعيفة لكي تتحد به وتثبت فيه فتحيا. ان عدم إنتظامك للتناول المقدس قد يكون بسبب خوفك من عدم ملائمتك لهذا السر المقدس وأيضا لضرورة الإلتزام بما يتضمنه. أنت تخاف من حياة الإلتزام المطلوبة اذا ما حصلت على التناول المقدس بصورة دورية وتخاف وتتحجج بضعف نفسك فلماذا لا تستفيد من العلاج المؤثر والفعّال المقدم لك من “خبز الحياة”(يوحنا35:6)؟ ان الرب يسوع يدعو الي وليمة سماوية “الْمَسَاكِينَ وَالْجُدْعَ وَالْعُرْجَ وَالْعُمْي”(لوقا21:14، فهو يعلم حالة الضعف والطبيعة الساقطة ولذلك فأسراره الإلهية تقدم لك الغذاء الذي يقويك ويشجعك على الثبات والتمسك به فتقدم بكل إنسحاق لسر المصالحة طالبا المغفرة وعندئذ تقدم لتناول جسد ودم الحياة فتنال قلبا جديدا وقوة للثبات فيه “مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.“(يوحنا56:6). ان النفس التي لا تستطيع الإنتظار للحصول على الفرح بوجودها مع يسوع في السماء ستجد الفرح بالتمتع بوجوده وهي على الأرض من خلال التناول المتواتر من حسد ودم الرب. صلاة: أشكرك يا أماه على قبولك التسليم المطلق لمشيئة الله في حياتك فعلميني وقوديني لأن أقبل في استسلام لمشيئته المقدسة في حياتي. آمين. اكرام : اجمع افراد الاسرة واقرأ عليهم فصلا” من الانجيل المقدس نافذة : يا أم الله كوني أمنا |
|