إفراط المشغولية بما يجري في حياة الآخرين.
ما رأيك في شخص يقود سيارته وطول الوقت مشغول بالنظر والتعليق على السيارات الأخرى. هذه سيارة فخمة وكاملة الامكانيات وهذه سيئة وقديمة، هذا يعطل طريقي وذاك غشيم في قيادته ويقوم بمخالفات... وهكذا بنفس الطريقة يفعل، الشخص الذي ينخرط في تقييم حياة الآخرين، فيُعجب بالبعض منهم ويختار منهم أبطالاً يفتخر بأنه من المعجبين بشخصياتهم والمغرمين بأدائهم، بينما من جانب آخر يرى أخطاء فريق آخر فيوجِّه طاقاته وإمكانياته للتنديد بتصرفاتهم وتقصيراتهم. الطامة الكبرى إن كان حوله مؤيدين يعطونه إيحاء أنه رائد لحركة إصلاح تستحق أن يوقف حياته من أجلها. السنين تجري وهو لا يدري أنه قضاها في مشاهدات وانتقادات لا تُجدي ولا تبني، وأن حياته تسير بدون هدف واضح يسعى لتحقيقه، لأنها ابتُلعت وذابت في دوامة مشاهدة الآخرين. لم يَنَل سوى الإشباع النفسي الوقتي في لحظات كان يستقي فيها النشوة من أهداف وهمية شتَّتت نظره عن خطة الله الشخصية له. بذلك يكون العدو الماكر نجح في أن يجعله يخسر أثمن ما في حياته وهو أن يتمم ما يريده الله منه.