كَم من أناس نصّبوا أنفسهم قضاة للحق ثائرين له، يقرِّرون ما هو صواب ويًدْلون بدلوِهم في بئر الحق، ويعود الزمن فيكشف عكس ذلك. كان كذلك يهوذا بن يعقوب ولكنه انفضح بالدليل (تكوين 38)، وبالأسف يومًا فعل داود كذلك (2صموئيل12: 7) حتى كشف له الرب قلبه بوضوح وقاده للتوبة الحقيقية بدلاً من إدانة آخر، الأمر الذي نحتاجه اليوم جميعًا.
في الأساس، كلمة الله تعلمنا أن «كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ» (أمثال10: 19)، وليتنا نعي هذا المبدأ قبل أن نتفوَّه بكلمة. وكلمة الله، الكتاب المقدس، تمتدح وتعتبر من الأبطال من هو «كَثِيرُ الأَفْعَالِ» (2صموئيل23: 20)، وهذا ما ينتظره الرب منا أن نفعل أكثر مما نتكلم. ويكفي أن سيدنا الكريم علّمنا «إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ» (يوحنا13: 17). فالله يريد أن الناس «يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى5: 16) قبل أن يسمعوا أي أقوال.