رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معجزات إشباع الجموع سجَّل الوحي لنا معجزتين لإشباع الجموع. نذكر الفرق بينهما ثم نتأمل في إحداهما. الأولي الثانية وهي الأشهر ووردت في البشائر الأربع وردت في متى15: 32؛ مرقس8: 1 فقط قرب بيت صيدا (منطقة يهودية) بجوار العشر مدن (منطقة أممية) الآكلون خمسة آلاف رجل عدا النساء والأطفال الآكلون أربعة آلاف رجل عدا النساء والأطفال مصدر الخبزات غلام لا يذكر مصدر الأرغفة الفاضل اثنتا عشر قفة الفاضل سبعة سلال إشباع الخمسة الآلاف «وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَامًا. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا. فَقَالُوا لَهُ: لَيْسَ عِنْدَنَا ههُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ. فَقَالَ: ائْتُوني بِهَا إِلَى هُنَا. فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ» (متى14: 14-21 اقرأ أيضًا مرقس6: 23؛ لوقا9: 11؛ يوحنا6: 10). المعجزة الوحيدة التي وردت في البشائر الأربعة ورآها واستفاد منها أكبر عدد من الناس. وفيها نرى: • الخالق، وهو يهتم بالإنسان نفسًا وروحًا وجسدًا، فشفي أمراضهم، ثم علَّمهم كثيرًا، ثم أشبعهم. • الغني في كل شيء، حين يجتمع إليه الآخرون، كيف يصرفهم جياعًا ليبتاعوا من غيره، وهو من قيل عنه «أعين الكل إياك تترجي وأنت تعطيهم طعامهم في حينه. تفتح يدك فتشبع» (مزمور145: 15، 16). • القدير وصاحب السلطان، لم نرَه يفعل معجزة واحد لأجل نفسه. فهنا استخدم قدرته المعجزية لإشباع الآخرين ولم يستخدمها في إشباع نفسه لما جاع في البرية! • الإيمان والعيان: رأي التلاميذ أن لا طاقة لهم ولا مورد لإشباع هؤلاء. وأن الموجود - خمس خبزات وسمكتان - لا شيء أمام الآلاف الجائعة. ونسوا - كآبائهم - أن الرب يَقدِر أن يرتِّب مائدة في البرية. فمَن جعل الخشب يغوص والحديد يطفو، ومن ملأ أوعية كثيرة من دهنة زيت، ومن عَالَ الملايين في البرية أربعين سنة؛ بإمكانه استخدام الإمكانيات البسيطة لأعمال عظيمة، فقط نقدِّمها له بإيمان، ولا نذكر ما بين أيدينا، وننسي من نحن في يده. • هذه المعجزة قادت الجمع ليقتنع أن المسيح هو النبي الآتي الذي تكلم عنه موسي. لكنهم لم يروا - لعدم إيمانهم - أنه الرب الذي يردِّدون قوله في ترنيمة المصاعد «طعامها أبارك بركة مساكينها أشبع خبزا» (مزمور132: 15). |
|