رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آبَاؤُنَا فِي مِصْرَ لَمْ يَفْهَمُوا عَجَائِبَكَ. لَمْ يَذْكُرُوا كَثْرَةَ مَرَاحِمِكَ، فَتَمَرَّدُوا عِنْدَ الْبَحْرِ عِنْدَ بَحْرِ سُوفٍ [7]. مع كل ما صنعه الله مع شعبه القديم من عجائب، إلا أن طبيعة الإنسان من جحود قد غلبت عليهم. كثيرًا ما تمردوا عليه كما على نبيه موسى (أع 7: 27، 35) وهرون كاهنه. "بحر سوف" أي "بحر الأعشاب"، ويُدعَى البحر الأحمر في اليونانية. يظن البعض أنه أخذ هذا الاسم من بعض الحشرات الصغيرة التي كانت على سطحه، أو من انعكاس لون أحمر خفيف في بعض المناطق ومن الجبال التي على شاطئه، وآخرون يرون أنه يُدعَى هكذا لأن أرض أدوم (تعني الدم) كانت ما بين البحر وأرض فلسطين. * "آباؤنا لم يفهموا عجائبك". لقد رأوا ومع ذلك لم يروا. رأوا بأعين الجسد، وليس بأعين الروح. لم يقل النبي أنهم لم يروا، وإنما لم يفهموا. فكما أن آباءنا رأوا العجائب، ولم يدركوا أعماق المعنى السري لها، هكذا أيضًا في قراءة الإنجيل، فإن من ينظر ويسمع بطريقة جسدانية في يقين وبدون بصيرة روحية يُحسَب أعمى روحيًا. لذلك طوبى لنا نحن الذين لم نرَ وآمنا أكثر من الذين رأوا ولم يؤمنوا. لقد رأوا البحر الأحمر، ونظروا فرعون يغرق، وكل ما فهموه هو ما رأوه. أما نحن الذين لم نرَ فقد أدركنا ما هو أفضل منهم. أدركنا إبليس في فرعون، والشياطين في جيشه، والمعمودية في البحر. هم يعرفون بالخبرة مياه مارة المُرَّة، ورحلوا خلال مارة. أما نحن فنعرف معمودية الهراطقة في المياه المُرَّة. هم رفعوا حيَّة نحاسية على عمود في البرية... ونحن أيضًا نعلق الحية القديمة في البرية. القديس جيروم |
|