رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكذلِك يكونُ عِنْدَ نِهايةِ العالَم: يَأتي المَلائِكَةُ فيَفصِلونَ الأَشرارَ عنِ الأَخيار، تشير عبارة "عِنْدَ نِهايةِ العالَم" إلى التَّصفية النِّهائية التي هي من عمل الله. وكلُّ فصل أو فرز سابقٍ لأوانه مرفوض. يقول القدِّيس يعقوب "لَيسَ هُناك إِلاَّ مُشتَرِعٌ واحِدٌ ودَيَّانٌ واحِد، وهو القادِرُ على أَن يُخَلِّصَ ويُهلِك. فمَن أَنتَ لِتَدينَ القَريب؟ " (يعقوب 4: 12). أمَّا عبارة " المَلائِكَةُ " فتشير في الأصل اليوناني ἄγγελοι (معناها الرَّسل) إلى أَرواحٍ مُكَلَّفينَ بِالخِدْمَة، يُرسَلونَ مِن أَجْلِ الَّذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص" (عبرانيين 1: 14) وسيحضرون الدَّينونَة الأخيرة (متى 13: 14). فظهر المَلاك لمريم (لوقا 1: 26) وللرُّعاة (لوقا 2: 8-15) وليوسف (متى 2: 13) وللمسيح عند تجربته (متى 4: 11) وجهاده في البستان (لوقا 22: 43) وقيامته (متى 28: 2) وكلم ملاك الرَّبّ فيلِبُّس (أعمال الرسل 8: 26) وأتى إلى بطرس في السِّجن وخلصه (أعمال الرسل 12: 7-10)، وللمؤمنين ملائكة لحراستهم (لوقا 15: 10)، وهم حصّادو النَّاس للدَّينونة (متى 25: 31-33). يكون عادة صيَّادي السَّمك هم الذين يطرحون الشَّبَكة، وهم الذين يفرزون السَّمك الطيَّب عن السَّمك الخبيث، ولكن الأمر في الرُّوحيات ليس كذلك، فان البشر يكونون صيَّادي النَّاس، ولكنَّ الملائكة هم الذين يجرُّون القضاء لله ويُفصلون الأشرار عن الأبرار كما وردفي إنجيل متى: " يُرسِلُ ابنُ الإِنسانِ مَلائكتَه، فَيَجْمَعونَ مُسَبِّبي العَثَراتِ والأَثَمَةَ كافَّةً، فيُخرِجونَهم مِن مَلَكوته" (متى 13: 41). وهذا الفصل ليس من عمل الإنسان، بل هو من عمل الرَّبّ. فواجبنا أن نجمع كلّ من يأتي، ولا نفرز أحداً، ولا ندين أحداً، بل نترك الدَّينونَة للربّ وحده. فإنّ الرَّبّ وحده هو القادر على الحكم والدَّينونَة. |
|